خاص- نائبات "المستقبل" على خطوط المواجهة الأولى مع حسان دياب

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, March 18, 2020

الكلمة اونلاين
خاص- بولا اسطيح

يبدو أن رئيس "المستقبل" سعد الحريري قرر وضع نائبات تياره في خطوط المواجهة الأولى مع رئيس الحكومة الحالية حسان دياب. ففيما وكّل مكتبه الاعلامي في الاسابيع الماضية الرد عبر بيانات على ما قال بوقتها انه "استغلال الاعلان عن قرار اليوروبوند الاستثنائي المصيري للانقلاب على النوذج الاقتصادي اللبناني"، كما على ما يعتبرها "حملة متجددة على الحريرية الوطنية"، بدا لافتا الهجوم الذي شنته النائبتان رولا الطبش وديما جمالي على حكومة دياب على خلفية الاجراءات التي اعتبرتاها غير كافية للتصدي لوباء كورونا. وبمقابل العمومية التي اعتمدها الحريري بحديثه عن التعامل مع الفيروس "بأقصى الجدية" من دون توجيه اي سهام مباشرة للحكومة ورئيسها، كانت نائبتا التيار الازرق توجهان انتقادات مباشرة وعالية النبرة لدياب ومجلس الوزراء.

فتحدثت جمالي عن "اجراءات المهزلة الحكومية"، ودعت لوقف "التكابر عند المسؤولين غير المسؤولين، كما لوقف للتدابير الرسمية الهزيلة"، معتبرة ان "ما يجري حقيقةً هو بمثابة إبادة جماعية مقصودة بحق الشعب اللبناني، وبتوقيع "حكومة الاختصاصيين"". أما انتقادات الطبش لم تكن أقل حدية، فتساءلت:"إلى متى ستبقى هذه الحكومة صمّاء امام المطالبات الشعبية بانتهاج خطوات تتوافق ومستوى التحدي الصحي والاجتماعي الحاصل؟ الى متى ستبقى هذه الحكومة عمياء امام عدّاد الوفيات والإصابات المتسارع صعودًا؟ ما السر وراء عدم إعلان الحكومة حالة الطوارئ؟ أهي تنتقم من الشعب الذي رفض إعطائها الثقة؟" وذهبت الطبش بعيدا بتحميل الحكومة "المسؤولية الكبرى في تفشي الكورونا بهذا الشكل الدراماتيكي داخل البلد".

ولعل الواجب التوقف عنده ان حملة جمالي – الطبش على الحكومة من بوابة كورونا لم ينضم اليه اي من النواب المستقبليين الآخرين. فبدا النائب عاصم عراجي مسالما جدا خلال اطلالته التلفزيونية الاخيرة، لحد أنه كان مدافعا عن الاجراءات التي تتخذها الدولة من منطلق انه رئيسا للجنة الصحة النيابية. وغابت تعليقات قياديي "المستقبل" الصقور وأبرزهم النائب السابق مصطفى علوش الذي حصر مواقفه مؤخرا بانتقاد أمين عام حزب الله.

ولم ترق الاجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة وأعلنت على اثرها "التعبئة العامة" لجمالي، فتوجهت مباشرة لدياب قائلة:"دولة الرئيس،كفى مراوغة،فاللبنانيون لم ينسوا أنكم انتظرتم١٠ايام لتعليق الطيران مع الدول الموبؤة؛ولو كانت صحة الناس أولويتكم،لكنتم اتخذتم هذا القرار منذ اللحظة الاولى. تدابيركم تأخرت كثيراً؛الشمس طالعة والناس قاشعة".

وكثّفت نائبة طرابلس في الأسابيع الماضية من مواقفها بعدما كانت مواقف سابقة لها أثارت الكثير من الأخذ والرد وانعكست سلبا عليها وعلى "المستقبل". أما الطبش فاستمرت بتوجيه سهامها في كل صوب فانتقدت أخيرا زيارة وزير الشؤون الاجتماعية الى سوريا ونبهت من التطبيع مع النظام هناك، ولم تستثن حزب الله من سهامها المباشرة.

واعتبرت مصادر وزارية أن حملة "المستقبل" على الحكومة "وان كانت تتخذ صبغة نسائية، تدل على تضعضع في صفوف التيار الأزرق ورغبة بالمواجهة من دون مبررات وحصرا لكونه خارج السلطة"، لافتة في حديث لـ"الكلمة اونلاين" الى انهم "كانوا يدعون لحالة طوارىء من دون التعمق قانونيا ودستوريا بمفاعيل هذه الدعوة..فهم على الارجح لا يؤيدون استلام الجيش الأمرة، وما كانوا يطالبون به هو حالة الطوارىء الصحية التي اتخذتها الحكومة عندما ارتأت الوقت مناسبا والظروف تستدعي ذلك" وأضافت:"لكن هذا لم يردعهم عن مواصلة حملتهم، فتحدثوا عن مراوغة.. ما يؤكد ان جل ما يمارسونه و المعارضة الهدامة، والتي تتخذ طابعا أكثر خطورة في هذه المرحلة باعتبارنا نتعامل مع أزمة صحية تهدد البلد والعالم بأسره". ودعت المصادر للالتزام بسقف المواقف التي أطلقها الحريري وعدم التغريد بما لا يخدم المصلحة الوطنية، وحصرا لتسجيل نقاط سياسية، وهو آخر ما يجب التفكير به بظرف كالذي نمر فيه".