خاص- وجهة نظر رئاسية : لهذا لا تستطيع الحكومة اعلان حال الطوارئ لمواجهة الكورونا- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Sunday, March 15, 2020

خاص- الكلمة أونلاين

تجد الحكومة اللبنانية اليوم نفسها محاصرة من كل الاتجاهات لتفعيل اجراءاتها للحد من انتشار فيروس كورونا. فبعد الضغوط الهائلة التي تمارسها وسائل الاعلام لحث المواطنين على البقاء في منازلهم والدولة على اعلان حالة الطوارىء، دخلت القوى السياسية وبالتحديد تلك المعارضة بفعالية مؤخرا على الخط للدفع في هذا الاتجاه. وصعّد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بوجه الحكومة مهددا بمقاضاة رئيسها ووزير الصحة في حال لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة لجهة اغلاق البلد بالكامل.

وكان رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميل سبق جعجع لحث اللبنانيين على حماية أنفسهم ومن يحبون وعدم نقل الكورونا اليهم، "لأن الدولة غير موجودة"، منتقدا التساهل بالاجراءات وعدم اتخاذ تدابير اكثر صرامة من بينها تجميد الحركة في البلد لمدة اسبوعين. وفضّل تيار "المستقبل" والحزب "التقدمي الاشتراكي" الابقاء على انتقاداتهما للاجراءات الحكومية للتصدي لـ"كورونا" بحدها الأدنى وان كان زعيم المختارة سبق ان تساءل "إلى متى سيبقى مطار بيروت يستقبل من الشرق ومن الغرب طائرات الموت الموبوءة"، ليعود بعدها ليناشد "وقف أي تجمع في أي مكان وبأي حجة واعتماد سلام المشالحة بعيدا عن التقبيل والعناق"، معتبرا ان "لا قيمة لأي سجال سياسي على الاطلاق في هذا المجال".

وتعتبر مصادر قريبة من رئاسة الجمهورية ان "البعض يدعو لاعلان حالة الطوارىء من دون الاخذ بعين الاعتبار التبعات القانونية لذلك"، موضحة ان "اي قرار في هذا الاتجاه يفترض أولا ان يُتخذ بأغلبية ثلثي أعضاء مجلس الوزراء" ، مضيفة لـ"الكلمة اونلاين":"كما ان لاعلان حالة الطوارىء مفاعيله القانونية واللوجستية والأمنية، لجهة منع التجول ونزول القوى العسكرية على الارض وتحول كل القوى المسلحة بأمرة قيادة الجيش اضافة لفرض رقابة على الصحف وغيرها من الاجراءات التي لن يكون لها اي اثر يذكر في مجال التصدي لانتشار الفيروس".

وأشارت المصادر الى انه الاجدى بمن يطالب بذلك الدعوة لاعلان حالة طوارىء صحية- استشفائية او لاقفال عام لاسبوع او 2، كاشفة عن اجراءات جديدة ستتخذ الاسبوع المقبل في هذا المجال.

وفي السراي الحكومي، يتابع رئيس الحكومة والوزراء الانتقادات التي توجه اليهم، لكنهم يستغربون الحديث عن تقصير وتساهل، وهو ما عبّرت عنه وزيرة الاعلام ناقلة عن الرئيس حسان دياب حديثه عن "استثمار سياسي ضد الحكومة في هذا الموضوع وان البعض يتعاطى معه على قاعدة "عنزة ولو طارت". وفي هذا الاطار، تؤكد مصادر وزارية ان الحكومة لا تألو جهدا للتصدي لتفشي الوباء، واللجنة المكلفة متابعة الموضوع تجتمع يوميا وتحولت الى خلية نحل تبحث في كل السيناريوهات، لافتة في تصريح لـ"الكلمة اونلاين" الى ان "الامور لا تحصل في سحر ساحر، وآخر ما يفترض ان تقوم به قوى المعارضة هو ان تستثمر أزمة خطيرة كهذه بالسياسة، وللأسف هذا ما هو حاصل اليوم". وتضيف المصادر:"كل الخيارات موضوعة على طاولة البحث ومن بينها اعلان حالة الطوارىء لكن الامور رهن تطور الاوضاع وانتشار او انحسار الفيروس".