خاص ــ عن مصير معركة "كسر العضم" بين الحريري وبين دياب!

  • شارك هذا الخبر
Friday, March 13, 2020

خاص ــ بولا اسطيح

الكلمة اونلاين

انتهت على ما يبدو فترة السماح التي منحها تيار "المستقبل" لرئيس الحكومة حسّان دياب. ولعل البيان الأخير الذي وزعه المكتب الاعلامي لـ"المستقبل" وتصدّرته عبارة "المستقبل يخرج عن صمته ويصدر بيانا حادا بوجه الحكومة"، أكبر دليل على اطلاق رئيس الحكومة السابق سعد الحريري معركة كسر عضم بوجه دياب، وهي معركة كان الكل يترقبها من دون ان يتمكنوا من تحديد توقيت انطلاقها.

واذا كان البعض يعتبر أنه يتوجب على "المستقبل" اعطاء المزيد من الوقت والفرص للحكومة الجديدة قبل شن الهجوم واعلان المواجهة، فان الأكثرية الساحقة من "المستقبليين" تؤيد "ضرب الحديد وهو حام" لاعتبارها ان الوضع هش لدرجة قد تتيح اي حملة مركزة ومدروسة على دياب وحكومته اسقاطها بالضربة القاضية.

واتخذ "المستقبل" من انتقادات دياب لـ"السياسات الاقتصادية والنموذج الاقتصادي الذي اعتمده لبنان في السنوات الـ30 الماضية"، بوابة لحملته المركزة التي بدأت برشقات نارية استهدفت رئيس الحكومة بالمباشر من خلال وصفه بالهاوي وحديث النعمة. فاعتبرت عضو "المستقبل" النائب رولا الطبش ان "مصير البلد مُعلّق على هواة، سقطوا في امتحان المسؤولية، وسقط البلد!" وتوجهت لحسان دياب قائلة "حان وقت الرحيل". اما بيان "المستقبل" العالي النبرة والذي انتقد ما قال انه "إستغلال الإعلان عن قرار استثنائي مالي مصيري للانقلاب على النموذج الاقتصادي اللبناني"، باشارة الى المواقف الصادرة عن دياب خلال اعلانه قرار لبنان تعليق سداد ديونه بالعملات الاجنبية، فتوجه لرئيس الحكومة بقساوة بالقول ان ما صدر عنه "تأكيد للمراوحة المستمرة حول جنس الحلول، ورمي الكرة في ملاعب السياسات الاقتصادية للسنوات السابقة ومحاولة بدائية لاستنساخ تلك السياسات وتبني العديد من مندرجاتها الاقتصادية والمالية والاصلاحية".

ويبدو أن مواقف "المستقبل" الأخيرة تلقى استحسانا في الشارع السني. انطلاقا من قرار الحريري تقديم استقالة الحكومة السابقة مرورا برفضه اعطاء الثقة للحكومة الجديدة وصولا لاعلان المعارضة الشرسة. وفي هذا الاطار، تؤكد مصادر سنية قريبة من بيت الوسط أنه ولأول مرة منذ السابع من ايار، يمكن الحديث عن "انسجام كامل بين الشارع السني وتيار المستقبل، فهذا الشارع كان يأمل منذ العام 2008 ان يترك الحريري السلطة ويسلمها لحزب الله وحلفائه لتحملوا مسؤولية البلد وادارته، ردا على اصرارهم على تحميل الحريرية السياسية مسؤولية الانهيار الذي وصلنا اليه". وتشير المصادر في حديث لـ"الكلمة اونلاين" الى ان "ما يتخبط فيه البلد اليوم سببه الهدر والانهيار اللذين يتحمل مسؤوليتهما حزب الله بالتكافل والتضامن مع التيار الوطني الحر"، متسائلة:" ألم يدمّر هؤلاء الفرقاء كل مقومات النهوض الاقتصادي منذ أطاحوا بحكومة الرئيس الحريري بوقت كان النمو في مستويات قياسية حين كان يلامس الـ 9 و 10%؟ ألم يدمروا الاقتصاد عندما احتلوا وسط بيروت وأقفلوا ما بين 300 و 500 شركة؟ الم يعطلوا الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومات؟ اليس حزب الله اليوم من يفرض ارادته وسلطته بقوة السلاح؟"

وتشدد المصادر على انه "ورغم الصعاب الجسام التي يمر بها البلد، الا ان الشارع السني سعيد بأن فريق حزب الله وحلفائه يحكمون البلد حاليا، في وقت كل المؤشرات تؤكد التوجه لانهيار سريع يتحملون مسؤوليته"، وتضيف المصادر:"كيف يعتقدون انهم قادرون على انقاذ البلد وهم يرفضون التعامل مع صندوق النقد الدولي او حتى الاخذ بنصائح الوفد الذي زار بيروت؟" مستهجنة "استمرار حزب الله بحملاته المركزة على دول الخليج والسعودية بشكل خاص وبنفس الوقت استجدائه وحلفائه المساعدات". وقالت:"نحن امام مرحلة مقفلة. رئيس حكومة لا يمتلك القرار واذا حصل واتخذ قرارا ما، فلن يكون قادرا على تنفيذه لان حزب الله يدير اللعبة ككل، حتى أن رئاسة الجمهورية رهينة الحزب".

وبمقابل سعي "المستقبل" الدؤوب لتحميل حكومة دياب مسؤولية الفشل بانتشال البلد مما يتخبط فيه، تعتبر مصادر مطلعة على اجواء دياب ان "كل ما يصدر وسيصدر عن "المستقبل" سببه الرئيسي الغيرة التي بلغت أعلى مستوياتها مع اثبات رئيس الحكومة الجديدة قدرته على التعامل بحزم مع الوضع رغم حراجته"، لافتة في حديث لـ"الكلمة اونلاين" الى ان الحريري خارج السلطة كالسمكة خارج الماء يتخبط يمينا وشمالا ظنا انه بذلك قادر على الاطاحة بالحكومة الجديدة". واصافت المصادر:"هو واهم اذا اعتقد انه سيعود الى جنة السلطة قريبا، فالقطار قد فاته بعد ان بدأ حقيقة زمن سياسي جديد لا مكان لـ"الحريرية السياسية" وويلاتها فيه".


Alkalima Online