لوموند- وقف إطلاق النار الهش في إدلب... صفعة لأردوغان

  • شارك هذا الخبر
Friday, March 6, 2020

قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن الاتفاق بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، صفعة للرئيس التركي، لأنه يتجاهل كل مطالبه الرئيسية.

ولم يتطرق الاتفاق إلى مصير مواقع المراقبة التركية التي طوقها الجيش السوري، ولم يتضمن أي قرارات حاسمة حول اللاجئين الذين تركوا منازلهم نتيجة المعارك، فيما تحتقظ دمشق بالمناطق التي سيطرت عليها أخيراً، والتي كانت تطالب أنقرة بانسحابه منها.

اردوغان في موقف ضعيف
وفي ظل الوضع الهش للجنود الأتراك في إدلب الذين تركوا بلا غطاء جوي، وصل أردوغان إلى الكرملين في موقف ضعيف، واضطر إلى قبول الأجندة الروسية.
وأثناء المحادثات كانت المعارك مستمرة، وقُتل جنديان تركيان الخميس في قصف سوري، ليرتفع إلى 59 عدد الجنود الأتراك الذين سقطوا في معركة إدلب.
وترى الصحيفة أن العودة إلى سيناريو المواجهة العسكرية تنطوي على خطر كبير، إذ أعلمت وزارة الدفاع الروسية الجانب التركي بأن موسكو لا يمكنها ضمان أمن الطائرات التركية في سماء سوريا.

وعززت روسيا، التي تُسير شرطتها العسكرية دوريات في سراقب، المدينة التي سقطت في يد القوات الموالية لتركيا، واستعادها الجيش السوري، وجودها بمراقبة جوية وإجراءات إلكترونية، صعبت تحركات الطائرات التركية دون طيار.

تعزيزات روسية
وحسب "رويترز"، كثفت روسيا التعزيزات منذ 28 فبراير (شباط) الماضي، بعد مقتل 33 جندياً تركياً في غارة جوية روسية على جنوب إدلب، الغارة التي أثرت قلق موسكو من احتمال إقفال أنقرة البوسفور أمام البوارج الروسية ومنع طائرات النقل العسكرية الروسية من استخدام المجال الجوي التركي.
في ستة أيام، أرسلت موسكو إلى سوريا عبر البوسفور ست بوارج، بينها أورسك القادرة على نقل 20 دبابة و50 شاحنة ونحو 400 جندي، وسفن أخرى قادرة على نقل 300 جندي ودبابات وآليات مدرعة، كما نقلت إلى سوريا في الأيام الـ18 الماضية، 17 طائرة حربية، في أكثر نشاط جوي عسكري روسي كثافة منذ أكتوبر(تشرين الأول) 2019.

إبعاد احتمالات المواجهة
ولفتت الصحيفة، إلى أن بوتين سعى إلى إنقاذ "أساسيات" في سوريا، باتفاق يبعد شبح مواجهة مباشرة مع تركيا، على الأقل في المدى القريب.
وأعتبرت الصحيفة، أن موسكو تعتبر التصعيد ضد تركيا خياراً غير مطروح، فالشراكة بينهما، من الأهمية بمكان لدى الكرملين سياسياً واقتصادياً.
ورغم تنافسهما على الملف السوري، كما تقول الصحيفة، إلا أن موسكو وأنقرة رفعتا وتيرة التعاون بينهما في مجالات عدة، خاصة في قطاع الطاقة.
وسمح تسليم موسكو تركيا أنظمة دفاع "أس-400" للكرملين بتعميق حدة الانقسامات داخل حلف الناتو.

اتفاق هشّ
ومع ذلك، تعتبر الصحيفة، أن اتفاق موسكو الخميس، يبدو هشاً، كما يرى ألكسندر شوميلين، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط وأكاديمية علوم روسيا، الذي قال إن "بوتين تخلص جزئياً من الفخ الذي وقع فيه. ولكن القرار الفوري، الذي يكرس مكاسب الجيش السوري الأخيرة على الأرض، يلائمه أكثر، رغم خلوه ن أي إشارة إلى ما بعده، وإبقاء الأمر على ما هو عليه، ستاتو كو، صعب على الجانبين".
فهل "سيصمد اتفاق وقف النار، الرابع عشر من نوعه لإدلب؟" يقول الباحث ماكسيم سوتشكوف: "أرى أنه موقت، في ظل الظروف الراهنة، لا يمكن التوصل إلى صفقة دائمة. طموحات الجانبين متباعدة وغير قابلة للقارب".


24.AE