خاص- واصفاً الامارات بدولة التسامح... السفير دندن يكشف عن مسار تحسين العلاقات مع لبنان

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, February 19, 2020

خاص من ابو ظبي- سامنتا مرتين

الكلمة أون لاين

 
في العام 2017 عينت الحكومة اللبنانية المهندس فؤاد شهاب نبيه دندن سفيراً للبنان في دولة الإمارات العربية المتحدة، في مرحلة حساسة ودقيقة من العلاقات التي مر بها لبنان مع اشقائه العرب عامة والامارات خاصة، اذ كان قدره يومها ان يعمل على اعادة  هندسة العلاقة بين البلدين وتصحيحها من خلال تذليل العقبات التي فرضتها مواقف وتطورات عدة.

وفي لقاء مع موقع "الكلمة اونلاين"،  من مقر السفارة في ابو ظبي، يقول دندن ان أول تحدٍ بالنسبة له كان إعادة الحيوية للعلاقات اللبنانية الاماراتية وتنظيم علاقة سليمة بين البلدين.


الامارات دولة التسامح

يشير السفير اللبناني الى انه استشعر منذ اللحظة الأولى لتولّيه مهامه صدق النوايا من الجانب الاماراتي تجاه لبنان واللبنانيين، لافتاً الى أن "الإمارات رسخت لغة الحوار وتبادل الآراء"، وذكّر بأن "الإمارات سبق ان أطلقت عنوان "التسامح" لترسيخ لغة الحوار حول كل مشكلات العصر وتحدياته الكبرى، مع الحفاظ على خصوصية كل مكون من مكونات المجموعات والدول والشعوب واحترام وتفهم تلك الخصوصية".

وقال دندن ان دولة الإمارات دائماً داعمة للبنان، مشيراً الى ان التواصل والدعم على الصعيد الإنساني لم يتوقف بين البلدين على الرغم من المشكلات في المنطقة، مستشهدا  بدور السفارة الإماراتية في لبنان التي تقوم بحملات اجتماعية على مساحة الوطن وتقديم مساعدات ودعم لمؤسسات اجتماعية وتربوية. 


رفع الحظر

أكد دندن انه منذ اللحظة الأولى لوصوله الى الامارات بدأ سعيه الدؤوب لرفع حظر سفر الاماراتيين الى لبنان، حيث كان هناك تعاوناً مكثفاً في هذا المجال بينه وبين صديقه سفير دولة الإمارات في لبنان الدكتور حمد الشامسي، وقد ساعدته الجالية اللبنانية الكبيرة الموجودة في الإمارات على حل هذه المعضلة.

واعتبر ان رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري بذل جهداً كبيراً لرفع حظر سفر الإماراتيين الى لبنان وقد قام بعدة اتصالات ولقاءات بهدف ترتيب العلاقات اللبنانية الإمارتية، كما ساهم بشكل كبير في تقوية العلاقات بين البلدين بالرغم التوتر الذي شابها لفترة نتيجة التعقيدات السياسية اللبنانية.

وأوضح ان قرار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، برفع حظر سفر الإماراتيين إلى لبنان هو قرار مهم جداً بالنسبة إلى لبنان وقد تحقق بعد جهود مشتركة على صعد مختلفة دبلوماسية وبين مسؤولي البلدين وتم تذليل كل المخاوف التي كانت لدى دولة الإمارات، وأعادت قيادتها النظر في المستجدات واتخذت القرار برفع الحظر بعد ثلاث سنوات وثمانية أشهر غاب خلال هذه الفترة "إخوتنا الإماراتيون" عن لبنان.


لبنان مقر للشركات الاماراتية

أكد دندن أن هذا القرار يفتح الباب أمام المستثمرين الإماراتيين للاستثمار في لبنان ونقل خبراتهم في مجالات عدة، مشيراً إلى أن هناك فرصا استثمارية في مجالات عدة منها النفط والغاز والطاقة المتجددة والطاقة البديلة والأمن الغذائي وفرص تصنيع البتروكيماويات مع إمكانية تصديرها إلى دول الاتحاد الأوروبي.

وقال: "إن هناك بعداً مهماً جداً يضيف إلى لبنان ميزة مهمة وهي الموقع الجغرافي، حيث يمكن أن تنشئ الشركات الإماراتية مقارّا لها تخدم مشاريعها في المنطقة وذلك لأن هناك فرص لإعادة إعمار سوريا والعراق نظراً للقرب الشديد بين لبنان وهذين البلدين، إضافة إلى المناخ المناسب والتسهيلات التي تمنحها الحكومة اللبنانية للمستثمرين الأجانب مثل افتتاح شركات الأوف شور، وكذلك السماح للشركات الأجنبية بافتتاح فروع في لبنان باعتبارها بوابة إلى أوروبا".

واضاف ان عدد الإماراتيين الذين كانوا يزورون لبنان سنوياً قبل حظر السفر يقرب من 45 ألفا وانخفض العدد إلى نحو ألف إماراتي، ومن المتوقع أن يزيد عدد الزائرين من الإمارات بعد رفع الحظر إلى 50 ألف زائر، لافتاً إلى أنه بعد إعلان القرار شهدت حجوزات الطيران ارتفاعاً كبيراً وأصبحت الطائرات من دون مقاعد شاغرة لمدة عشرة أيام، وذلك رغم أن عدد رحلات الطيران بين الإمارات ولبنان يومياً يبلغ 10 رحلات من مطارات دبي وأبو ظبي مما يعكس مدى أهمية القرار وأثره الإيجابي.


المستورد الاول

شدد دندن على أن وجود اللبناني في دولة الإمارات ليس جديدا، مذكّرا بأن توافد اللبنانيين إلى الامارات بدأ منذ أواخر الستينيات وهو على تزايد بحكم فرص العمل المتاحة أمامهم. وأعرب عن اعتقاده بأن صفة المغترب لا تصح على اللبناني الذي يعيش في الامارات بحكم قرب البلدين من ناحية المسافة واللغة والثقافة، مقدراً اعداد اللبنانيين المقيمين في الامارات بحوالي 300 ألف مواطن، ولفت الى ان الإمارات تعد حالياً المستورد الأول للصادرات اللبنانية بنسبة 11% و"نسعى لأن يزيد هذا المعدل ليصل إلى 30% أو 40% خلال السنوات الخمس المقبلة".

واكد دندن أن اللبناني أينما ذهب لديه الرغبة بالاستثمار في لبنان، فالرابط ببلده موجود، معتبرا أن كل لبناني في الإمارات هو سفير لبلاده. وأضاف ان "الجالية اللبنانية في الإمارات لديها تاريخ مشرّف، وهي جالية محبة ومنتجة وهذا ما ساعدني كسفير لتوطيد العلاقة بين لبنان والإمارات".


مشاريع استثمارية

وتابع  ان الامارات كانت تتحضر لتمويل العديد من المشاريع الإنمائية في لبنان وقد وقعت حكومة الحريري على العديد من الاتفاقيات في هذا الشأن وبعضها وصل الى مشارف التنفيذ، الا ان المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان حالياً قد تؤجل الشروع في التنفيذ حتى اشعار آخر.

واعتبر ان لبنان بحاجة لنسج ديبلوماسية حوار انفتاحية مع اشقائه العرب، ولاسيما الخليجيين منهم، لما قد تساهم هذه العلاقات على مساعدة لبنان للخروج من أزمته الاقتصادية الحادة وضخ الأموال الاستثمارية في اقتصاده، مضيفاً ان "الجالية اللبنانية في الامارات هي رافد كبير للاقتصاد اللبناني وعلى الدولة اللبنانية ان تسعى لتشجيع رجال الاعمال على الانخراط في السياسات الاقتصادية".

ولفت دندن الى مسألة الأمن الغذائي لدولة الإمارات، بما فتح الباب امام دراسة مشاريع زراعية بمعايير عالمية تريدها هذه الدولة الخليجية، وبينها في مناطق عكار والكورة... كما ان مناطق مثل البقاع الشمالي، حيث تتوفر مساحة عقارية هي ملك لمصرف لبنان، يمكن استثمارها في حقل توليد الطاقة من خلال solar farm، كاشفا ان الساعات الأخيرة لزيارة الحريري الى ابو ظبي شهدت استعدادا إماراتياً لدراسة كيفية مساعدة لبنان ماليا من خلال اجتماعات هدفت لمناقشة هذا المنحى الذي يعكس رغبة الإمارات بدعم لبنان ومساعدته.