خاص- جرمانوس يقدم استقالته... انتحر ام انتحروه...؟

  • شارك هذا الخبر
Monday, February 10, 2020

خاص- الكلمة أونلاين

يارا الهندي

تطوي استقالة مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس صفحة الخلاف بينه وبين المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات التابعة لها لأكثر من عام كانت شرارتها لدى بدء المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان مكافحة الفساد في المؤسسة حيث أدى ذلك الى إحالة عدد من الضباط ومساعديهم الى المراجع المعنية، ليتبين بأن أحدهم له صلة بجرمانوس كانت أقدمت شعبة المعلومات على توقيفه لتنقل بعدها مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون مضمون التحقيقات التي تدين جرمانوس الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للاطلاع عليها سيما أن جرمانوس محسوب على عون والتيار الوطني الحر وأن ما أقدم عليه هو بمثابة مخالفات تخضع للقضاء اضافة الى أنها تشكل ضررا معنويا لكل من عون والتيار الوطني الحر.
عندها احتدمت العلاقة بين شعبة المعلومات وجرمانوس الذي طالب بالتحقيق مع مقرب اليه ج.ع. الموقوف لدى المعلومات وهو ما لا يجيزه القضاء والقانون، الا أنه موقوف لدى النيابة العامة الاستئنافية ولا يمكن سحب الملف الى المحكمة العسكرية.
بعدها دخل العامل الثاني المتمثل بدوره في ملف المقدم سوزان الحاج وصولا الى مطالعته النهائية التي ناقض فيها ادعاءه وذلك بطلب من التيار الوطني الحر الذي كان موقفه واضحا في هذا الملف، بحيث فاقم هذا القرار التوتر بينه وبين مديرية قوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات برئاسة العميد خالد حمّود.
أما العامل الثالث فيترجم بأن "جرمانوس العوني" أراده رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل طعما نتيجة تجاوزاته وقراراته للاطاحة باللواء عثمان، بعد أن تبين لباسيل بأن عثمان لا يتجاوب أو يتساهل مع المخالفات داخل المؤسسة وبينها ما له صلة بمطالب التيار الخدماتية، بحيث شن حملة يومها عليه، لكن رهانه لم ينجح في هذه المقايضة نظرا لخلفيات لها صلة بضرورة بقاء عثمان نظرا لرصيده الشخصي والمهني لا سيما فيما خصّ اعادة تنظيم المؤسسة وضبط المخالفات فيها.
لكن في هذا الوقت، كان جرمانوس يخسر يوما بعد يوم نتيجة تخلي باسيل عنه ويمشي عكس السير في مواجهته لاستقباله رئيس حزب التوحيد وئام وهاب لأكثر من مرة في منزله في الأشرفية على طاولة العشاء بعد حادثة الجاهلية، وذلك من باب تحدي قوى الأمن الداخلي، ليتبين لاحقا بأن كل خطواته ذهبت سدىً ولم تصرف لدى فريقه السياسي، حيث يقلل الرئيس ميشال عون من استقباله له وصولا الى عدم دعوته الى اجتماع مجلس الدفاع الأعلى وشطب اسمه عن لائحة المدعوين للمشاركة في القداس السنوي لعيد مار مارون الذي يحضره رئيس الجمهورية.
اذ في وقت، كان انتماء جرمانوس السياسي بمثابة محرقة مهنية ومعنوية له، كانت ممارسة عثمان ببعدها الوطني والاصلاحي قوة له رغم تبدل موازين القوى والمحاور.
في وقت كان كلام باسيل على محطة "الجديد" تجاه جرمانوس لا يليق بمفوض حكومة لدى المحكمة العسكرية وهو المحسوب عليه سياسيا كان الكلام من جانب كل من عون ورئيس الحكومة حسان دياب ووزير الداخلية محمد فهمي وغير قوى سياسية يحمل كل تقدير لعثمان وتمسكا به نظرا لقدراته وممارسته دوره بعيدا عن أي التزام سياسي، سيما أن مديرية قوى الامن الداخلي وشعبة المعلومات فيها انجزا نتائج باهرة في مجالات عملهم الموزعة بين ضبط الامن ومكافحة الارهاب وهي باتت ركيزة اساسية الى جانب الجيش اللبناني في معادلة المهام الامنية العسكرية بعيدا عما شهدته الايام الماضية من اشكالات منذ اندلاع الثورة.
لذلك، ثمة سؤال يطرح نفسه: هل ان جرمانوس انتحر نتيجة تجاوبه مع مطالب التيار حتى الانتحار ام انهم انتحروه...؟