خاص- عيسى: إنّها ثورة ذكية.. والحراك الشعبي سيعود بزخم خلال الأسابيع المقبلة

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, January 28, 2020

خاص - الكلمة أونلاين
سامنتا مرتين

بيار عيسى، مدير عام Arcenciel ومن مؤسسيها ومؤسسي منظمة "حماية"، عمل مع الاشخاص ذوي الاعاقة منذ العام ١٩٧٠ وحصل سنة ٢٠١٤ على رتبة فارس جوقة الشرف (جوقة الشرق للعمل في Arcenciel )، وحاليا يتبوأ مركز امين عام حزب الكتلة الوطنية.

وبما أن لبنان اليوم يعيش للمرة الأولى "ثورة شعبية"، كان لا بد لنا أن نناقش مع عيسى هذا الموضوع، بدءا من انطلاقة الثورة اللبنانية، مرورا بالمراحل التي مرّت بها، وصولا إلى ما هي عليه اليوم.

وفي حديث خاص لموقع "الكلمة أونلاين"، اعتبرعيسى أنه وبعد مرور ثلاثة أشهر على بداية الثورة، تبين انها ثورة ذكية بكيفية تعاطيها مع الطبقة الحاكمة، ان كان من خلال الشعارات السلمية والمجسمات والاغاني والمبادرات، منها السلسلة البشرية والنزول الى الساحات في كافة انحاء لبنان، ووضع مجسمات من الخيم المهدمة، متوقعا عودة الحراك الشعبي بزخم خلال الأسابيع المقبلة، "نتيجة سياسة "إدارة الظهر" التي تتبعها السلطة السياسية تجاه الشعب اللبناني المنتفض، والذي أحيا مرور 100 يوم على ثورته ضد الفساد والقهر والظلم".

وفي السياق، توقع الامين العام لحزب الكتلة الوطنية، اندفاعة جديدة للانتفاضة الشعبية بدءاً من منتصف الشهر المقبل، وذلك نتيجة اشتداد الأزمة الاقتصادية وحدّة الانهيار المالي الذي يعاني منه الاقتصاد اللبناني، كاشفاً عن تزايد كبير في وتيرة المؤسسات التي تقفل أبوابها، وتسريح العاملين لديها، ما سيؤدي إلى ارتفاع غير مسبوق بنسبة البطالة والفقر بالتوازي مع ارتفاع حاد للأسعار والمواد الاستهلاكية.

أما عن الشعب المنتفض، فأكد عيسى لـ"الكلمة أونلاين"، أن هذا الشعب بيّن أنه لا يريد تبعية لا لايران، ولا للسعودية، ولا لاميركا، ولا لأي محور آخر، بل يريد فقط مكافحة الفساد والعيش اقتصاديا بشكل سليم، ولكن جرت محاولة لفصل الثورة عن الوطنية التي بدأت بها وإعادتها إلى الطائفية والمذهبية والحزبية والمناطقية وخوفه العودة إلى النظام القمعي الذي كان خلال الوصاية السابقة.

وعما إذا كان هناك من حل لهذه الأزمة، رأى عيسى ان الازمة ستفرض الحل بنفسها، من خلال إعادة الثقة في الدولة من المجتمع الدولي ومن الشعب، في حين أن استمرار الحكومة الحالية او رحيلها، هو أمر غير واضح، بانتظار رأي الناس والثورة، وما سيؤدي إليه الوضع الاقتصادي.
لذا، اعتبر ان هناك مسارين يقتضي على الثورة اتباعهما، الأول إبقاء الثوار والضغط في الشارع، والثاني تنظيم الثورة لفرض قيادات تضم أشخاص أعمارهم لا تتجاوز الاربعين عاما، مع إبقاء الثورة سلمية وعدم تحويلها إلى عنفية.

هذا وتطرق عيسى الى العنف الذي رافق التظاهرات الأخيرة، ولاسيما أمام مجلس النواب، حيث اعتبر ان الإدارة الخاطئة وسياسة صم الآذان تجاه الراي العام اللبناني أوصلت الأمور إلى مرحلة الصدامات، معلقاً على التحصينات التي يتم تشييدها بمحيط المجلس النيابي والقصر الحكومي بأنها "جدران الخوف والانعزال عن الشعب"، مؤكداً أن تلك الجدران لن تحمي سلطة باتت ساقطة أمام شعبها.
من هنا، قال عيسى: "نحن بحاجة إلى قبطان لإدارة هذه البلاد، فالناس تخاف من الفراغ وبحاجة إلى من يدير أزمة البلاد بشكل نزيه".

الى ذلك، انتقد الامين العام لحزب الكتلة الوطنية في حديثه استمرار الطبقة السياسية باستنساخ نفسها في الحكومة عبر مستشاري ومساعدي رؤساء الأحزاب نفسها، في محاولة لتجميل الحكومة وإظهارها مستقلة أمام الراي العام المحلي والدولي، مؤكداً أن كل ما تقوم به هذه السلطة بات مكشوفاً أمام المواطن، الذي بات مدركاً للأمور ويستشعر التحرك ميدانياً للرد على ممارسات السلطة. واستشهد عيسى بأقوال أحد المفكرين للقول: "الحرب هي استكمال للسياسة بشكل أو آخر، في حين أن الأمر معاكس في لبنان، إذ ان أمراء الحرب والطوائف يستكملون الحرب الأهلية بالسياسة"، خاتماً بالقول: "بمجرد تشكيل حكومة حقيقية مستقلة وتضم اختصاصيين فعليين تنتهي الحرب بين السلطة والشعب".

اما عن شكل الحكومة المطلوبة، اعتبر عيسى أنه "من الأفضل أن تكون مصغرة ومن ناس نظيفي الكف سيدي أنفسهم بعيدين عن الأحزاب، خصوصا أنه قد تم فسد المناصب وأصبح المنصب ملك الطائفة، ثم اصبح ملك القوي في الطائفة"، مضيفا: "اما اقتصاديا، فتبين ان الزبائنية هي مشكلة المشاكل التي اصبحت عبئا على الدولة، وتفاقم المشكل الاقتصادي مع الوقت، خصوصا ان الرواتب لن تعود تكفي احتياجات الناس، وسيجعلهم الجوع يلجأون إلى الشارع".

من جهة اخرى، وحول موضوع النفط، رأى عيسى أنه "نعمة ونقمة"، فهو في لبنان "نقمة" بسبب الطبقة الحاكمة التي ادارت البلاد خلال السنوات السابقة، وبطبيعة الحال لن تنجح في ادارة موضوع النفط.