حسان حلاق - للحفاظ على المؤسسات الإسلامية من السقوط والإنهيار

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, January 15, 2020

تمنياتي القلبية بل من أعماق قلبي بل أمنية حياتي أن نحافظ مع الأجيال المعاصرة والأجيال التي تأتي من بعدنا على مؤسساتنا البيروتية واللبنانية التي أسّسها أجدادنا وآباؤنا والسلف الصالح.

أن نحافظ على جمعية المقاصد وجامعة بيروت العربية وجمعية البر والاحسان ودار العجزة الإسلامية ودار الأيتام الإسلامية وجميع المؤسسات التربوية والخيرية والاجتماعية العاملة من أجل نهضة وتطوّر بيروت المحروسة والمناطق الإسلامية الأخرى في صيدا وطرابلس وصور والبقاع وعكار وسواها.

أنا خائف من المستقبل، أنا خائف من جيل لا يعرف تضحيات الرعيل الأول الذي ضحّى الكثير من أجل إقامة هذه المؤسسات.

الجيل الجديد لا يعرف التاريخ ولم يطّلع عليه كما يجب.

لقد خسر المسلمون أهم جامعة لهم وهي دار العلوم التي تأسّست عام 1909.

لقد خسر المسلمون ثانية أهم جامعة إسلامية أسّسها العلّامة الشيخ أحمد عباس الأزهري عام 1895 ثم أقفلت.

اليوم هناك أزمات، مالية وتربوية ورعائية تعصف ببعض المؤسسات الإسلامية بما فيها مؤسسات القمة، ولولا الدعم الخارجي لأصابتها أخطار جسيمة ووقف الكثير من التقديمات الاجتماعية.

أنا كمؤرّخ أتحسّس الخطر أكثر من سواي لأني درست تجارب الماضي، ماضي مؤسساتنا بكل تفاصيلها ولأني أعيش واقعها الآن ولأني استشرف مستقبلها.

لذلك، اني ألفت النظر الى أجيالنا المعاصرة أن لا تكرروا أخطاء من سبقكم، وكان سببا في إقفال مؤسسات عملاقة.

ابتعدوا عن توريث المؤسسات..

ابتعدوا عن الأنانيات..

ابتعدوا عن الفردية..

ابتعدوا عن الشخصنة..

ابتعدوا عن حب المال..

عمّقوا مفهوم العمل التطوعي حسبة للّه تعالى..

لا تنابذوا على الألقاب والمناصب..

تنافسوا على عمل الخير والبر والاحسان..

ليكن قدوتكم الخيّرة ذلك الرعيل الذي اهتمّ منذ قرون الى اليوم بتقدّمكم ورقيّكم ونهضتكم ولا تتخذوا قدوة لكم من كان سببا في تراجعكم وتأخّركم وإقفال مؤسساتكم.

أخوتي، اخواتي لا سيما البيارتة منهم حافظوا على بيروت المحروسة..

حافظوا على مؤسساتكم التي هي مستقبلكم الزاهي..

كل عام وأنتم بخير هجريا وميلاديا انها صرخة من القلب من ألم يعتصر قلبي لما أعلم من واقع الحال، ولأن الكثير من البيارتة لا يعلمون واقع الحال ويكفي أن أقول ان المداخيل السنوية لإحدى الأوقاف المسيحية هي ستمائة وخمسين مليون دولار سنويا بينما أوقاف المسلمين السنّة في لبنان لا تزيد عن أربعة ملايين ونصف مليون دولار.

صرخة جديدة لدعم مؤسساتنا والحفاظ عليها ضمن دراسات معمّقة ومخلصة وكفى..

كفى وكفى..

أخوكم المخلص المؤرّخ د. حسان حلاق


اللواء