خاص- 2019 تطوي صفحة الفساد.. فهل تربح ال 2020 الرهان؟

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, January 1, 2020

خاص- الكلمة اونلاين
عبير بركات

لقد شهد لبنان خلال سنة 2019 العديد من الأزمات والصراعات وأبرزها حوادث السير الأليمة التي حصدت أرواح ما يقارب 500 شاب وشابة وعاشت عائلاتهم حزن كبير، والحدث الأكبر والأهم في هذه السنة هو 17 تشرين حين إنتفض اللبنانيون على واقعهم وقرروا عدم الرضوخ بعد الآن إلى من يسرق أموالهم ومن يهجّرههم ومن يجوّعهم!



يرى البعض أن الأوضاع هدأت بعد قرار تكليف الدكتور حسّان دياب​ تشكيل الحكومة ​الجديدة، وأنه قادر على إستعادة الهدوء ولملمة الأزمة الإقتصادية، خاصة أنّ الحراك قد فرض هدنة في فترة الأعياد، في ظلّ عدم إستيعاب أطراف الطبقة السياسية الحاكمة بعد حجم التبدّلات الهائلة التي طرأت على المشهد اللبناني بعد 17 تشرين الأول، فهم ما زالوا يتعاملون مع الواقع على أساس إمكانية تجاوزه، بينما أوساط الحراك تؤكد أن الساحات ستمتلئ من جديد وبوتيرة أشدّ نظراً للمعاناة التي يعانيها الشعب بعد تفاقم أوضاعه خلال السنوات الماضية من دون حصول أيّ جهد لإعداد خطّة إصلاح أو وقف التدهور من قبل المعنيين بالرغم من دعوات التحذير التي سبقت الازمة من الانهيارات المالية المتوقعة التي تنبات بكوارث معيشية ومالية آتية في القريب العاجل.


اليوم ان لم يحصل لبنان على مساعدات خارجية لن تبقى مؤسسة بعيدة عن خطر الافلاس، وان لم تبدأ الاصلاحات فلن يكون هناك ثقة بالمستقبل، فمن الضروري البدء بمعالجة الهدر والعجز بالميزان التجاري وتمويل مشاريع في القطاعات الانتاجية، وفتح تحقيقات بالصفقات التي قام بها السياسيون منذ سنوات..


ويرى مراقبون ان الغرب والإدارة الأميركية بالاخص سيخصصون مبادرة سياسية تنقذ لبنان عندما ستشتدّ الازمة اكثر واكثر بعدما مارسوا سياسة الخناق على الاقتصاد، وقد يضخون مساعدات بمليارات الدولارات لمنع الانهيار الحتمي ضمن شروط اصلاحية والتشديد على مكافحة الفساد وتحفيز النمو الاقتصادي.. فما هو الثمن السياسي الذي سيدفعه لبنان؟


ففي ايلول ٢٠١٩ وصلت الرواتب والأجور إلى 5.2 مليار$ والإيرادات إلى 8.49 مليار$، أي أن الرواتب استحوذت على 61.2% من الإيرادات وبلغت فائدة الدين 3.789 مليار$ أو 44.6% من الإيرادات.. بندان إستحوذا على 106% من الإيرادات.. هذا دون كلفة الكهرباء وغيرها. مما يعني ان قبل الثورة بشهر انتهت المنظومة الاقتصادية واصبح الانهيار حقيقي.

فمسوولية الرئيس المكلف وضع خطة عمل والاستعانة بالكفاءات اللبنانية الشابة المغيبة بسبب النظام الطائفي والمحسوبيات السياسية للمساهمة فعليا بخلاص البلد كي نحمي ما بقي من النظام اللبناني، وهو مدعو الا يسترضي الاحزاب الحاكمة اليوم وان يلبي مطالب ووجع الناس!