عوني الكعكي- الطفل المعجزة

  • شارك هذا الخبر
Friday, December 13, 2019

بتاريخ لبنان لم يمر إنسان محظوظ بالسياسة وفاشل في الوقت ذاته مثل جبران باسيل، لم يتسلم وزارة إلاّ مُني بالفشل فيها. في وزارة الطاقة، الكهرباء، وعد منذ سنة 2014، مراراً وتكراراً بالكهرباء 24 ساعة على 24 وسبعة أيام في الأسبوع... والنتيجة معروفة..
وبعد إنتقاله الى وزارة الخارجية وحتى اليوم لا زلنا من دون التيار الكهربائي.
في الطاقة يصح فيه القول المأثور المحفور على عملة معدنية قديمة: «عز بعد فاقة الأمير علاّقة».
أما في وزارة الخارجية فحدّث ولا حرج، معظم موازنة وزارة الخارجية أنفقت على سفرات الوزير جبران باسيل الى دنيا الإنتشار من أجل تأمين الأصوات لمرشحي «التيار الوطني الحر»، كأنها ليست وزارة خارجية لبنان بل مكتب إنتخابي لباسيل.
رسب مرتين في الانتخابات، وفي المرتين تأخر تشكيل الحكومة سنة في كل مرة من أجل توزير جبران باسيل.
فصّل قانون الانتخاب الحالي، هذا القانون الهجين الغريب العجيب فقط من أجل فوزه وتأمين فوز عدد من النواب له.
وهنا تجدر الإشارة الى أنّ الدكتور سمير جعجع يتحمّل المسؤولية في هذا القانون أيضاً لأنه كان يظن أنه سيحظى بالمناصفة، وفاته أنّ جبران وعمّه شاطران في تنفيذ الاتفاقات ولكن الاتفاق تكون محصلته الايجابية لطرف واحد!
أمس ضحكنا كثيراً عندما استمعنا الى جبران يحمّل رئيس الحكومة مسؤولية الإنهيار الاقتصادي والمالي.
فعلاً عندما يُقال إنّ البعض لا يملك مرايا في بيته، يصح هذا القول في جبران وكأنّ الناس لا تعرف مَن هو الناجح ومًن هو الفاشل.
هذا العهد الذي علق عليه اللبنانيون آمالاً كباراً بأنه سيحل المشاكل الاقتصادية ويحل المشكلة مع «حزب الله»، وكان سعد الحريري في مقدمة هؤلاء المتفائلين، ظاناً أنّ ميشال عون سيكون المنقذ، وهنا لا بد من القول إنّ تأييد الدكتور جعجع لعون بعد «اتفاق معراب» قد شجّع الحريري على تأييد ترشح عون لرئاسة الجمهورية.
والنتيجة: حساب الحقل لم يطابق حساب البيدر.
مشكلة ميشال عون انتقلت من الوصول الى سدّة الرئاسة الى التوريث، وهنا فقد الحكم صدقيته ولم يعد يكترث ببناء الدولة والنهوض الاقتصادي وتبني الاستراتيجية الدفاعية التي طالما نادى بها ميشال عون... وطالما حذر أيضاً من ولاية الفقيه، وكان يؤكد: لا نقبل إلاّ بالجيش اللبناني وحده المسؤول عن الأمن في البلد... وربما نسي أو تجاهل أقواله.
حتى حكومة تمام سلام في العام 2011 مع بداية الثورة السورية كان شعارها النأي بالنفس الذي تكرّس في البيان الوزاري، من أسف أكثر من مرة دحض أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله هذا الشعار معلناً انه مستعد لأن يذهب بنفسه وأولاده الى سوريا، وكانت المشاركة بداية بدعوى الدفاع عن الأماكن المقدسة حتى وصلوا الى حلب وحمص وإدلب وحماه ودير الزور وحوران... لم يترك «حزب الله» مكاناً لم ينخرط بالقتال فيه وكله «دفاعاً عن المقامات الدينية».
أخيراً، نتعاطف مع دولة الرئيس سعد الحريري في تحمّله وعذابه طوال هذه السنين... إذ كيف استطاع أن يتحمّل جبران باسيل وهذا العهد.
وهنا لا بد من الإشارة الى ما قاله الرئيس تمام سلام لجبران باسيل في إحدى جلسات الحكومة عندما دعاه الى السكوت: «اسكت»، حتى تمام سلام لم يستطع أن يتحمّل جبران.