شغل الراي العام اللبناني مؤخرا الاستعراض التلفزيوني الذي قدمه جو معلوف عبر محطة ام تي في وتناول فيه بشكل تدميري جمعية mission de vie .
لقد استبق معلوف اي حكم قضائي في برنامجه وأدان الرهبانية وعلقها على الصليب من دون أي اعتبار للرسالة التي تقوم بها ومن دون أي احترام لكل من تعامل معها وساعدها وعايشها... لقد نسف معلوف عشرين عاما من التضحية والعطاء المجاني المجرد. و ما استفزني تكرار عبارته " نحنا منا ضدكن" و "انا مني ضدك".
لقد تم تعيين معلوف منذ فترة سفيرا للأحداث... وكان عليه ابقاء هذه القضايا الحساسة بعيدا عن التشهير والتشويه وكان يجب أن يكون المعيار الأخلاقي حماية الضحايا في الدرجة الاولى وهو المعيار الأول لكل اعلامي ومحطة اعلامية...
واذا كان كل همك سيد معلوف تبرير ما ارتكبته مباشرة على الهواء برجم جمعية رسالة حياة و تلميع صورة ما فعلته، اعذرني فانك هدمت اكثر و اكثر و اعذرني ايضا لانه لم يصدق احد اوراق الاتهام التي اخذت حيزا كبيرا من برنامجك ولم تكتفي بذلك فنشرت صورا اذ تدنى المستوى اكتر فاكثر، لقد صدق من قال: "اذا لم تستح فافعل ما تشاء..."
لقد واكبت هذه الجماعة لمدة ١٨ سنة وبدأت معهم ع.ندما كانوا يعملون تحت الارض في غرفتين وشبه مطبخ ويهتمون بعشرين عجوز وطفل وهم ستة متطوعين يعملون في ظروف لا يمكن تحملها..
لقد واكبتهم في مسار rmission des rues ودخلنا أماكن تحت خط الفقر بدرجات. لم أستطع تحمل رائحة الأماكن التي يزورونها إلى حد التقيوء وكانوا يتحلون بالمحبة الخالصة ويعملون بفرح والضحكة لا تفارق وجوههم.. ولا يمكن أن انسى عندما كان يحين وقت الطعام كيف يتقاسمونه مع العجزة والأطفال بمحبة وعطاء, وهذا ما تفتقده جمعيات دينية كثيرة تعيش بترف ورفاهية وبحبوحة. لقد منحهم الكرسي الرسولي في الفاتيكان بركته في وقت قياسي بسبب اعمالهم الخيرة والجبارة، فعمل هذه الجماعة شبيه بعمل القديسة تيريزيا.
وبالعودة إلى ما حصل في سياق البرنامج، لن اتحدث في القانون والقضاء فهذا ليس من اختصاصي علما ان قضايا التحرش هي من ابشع واشنع التهم وأكثرها تأثيرا وإثارة في الناس ولو قلنا اننا سنتركها للقضاء الذي عليه مئات علامات الاستفهام.
ان التهكم يا عزيزي جو على وجود فنانين داعمين لرسالة الجمعية واعتبارك حضورهم وتفاعلهم معها من دون قيمة فنقول لك من لا يعطي قيمة لقضية في منتهى الحساسية والحياء يحط من قدر.ه وقيمة نفسه لا من قيمة من يقف إلى جانب الخير والحق..
فيا حضرة السفير الذي يملك منبرا وموقعا لماذا تستخدمه للتشهير و تستغل مساحة البرنامج في المكان الخاطئ والمدمر، وتجعله مساحة للهدم بدل البناء؟ فهذا الاستغلال هو من احط وأدنى درجات الاستغلال وما يحصل من تحرش وانتهاك لا يوازي نقطة في بحر ما تهدمونه من قيم وأخلاق. وكان الاجدى بك استخدام منبرك ومحطة "ام تي في" الكريمة لبناء الإنسان لا لتدمير الإنسانية.
ولنسلَم جدلا انه حصل سقطة وارتكب جرم ما في خلال عشرين عاما من العطاء والبذل، فلا يسعنا الا ان نقول ان أعضاء الجمعية هم أبطال بحق، في غابة تعج بالفضائح والارتكابات اليومية ومنها الاعلامية ولا من يرى ولا من يحاسب.