طبع الليرة ليس الحل !الأجدى بنا أن ندعم القطاعات الإنتاجية ووضع حد للهدر والفساد وخطط اقتصادية تنهض بالبلد وتؤمن فرص العمل للشباب.
يعتقد البعض ،وبشكل خاص الذين هم بعيدين عن العلم الإقتصادي والمالي ، أن طبع العملة يمكن أن يرفع منسوب السيولة ويجعل الناس تشعر بالبحبوحة، وهذه فكرة كانت تراودني أيضا وانا في السن الصغر. والحقيقة أن طبع العملة يخضع لشروط ومحاذير اقتصادية التي تؤدي إلى مشاكل اقتصادية بدل أن تكون الحل إن تم هذا الأمر عشوائيا ودون دراسة معمقة لإنعكاسته الأقتصادية. العملة هي سلعة يحدد سعرها العرض والطلب ، فالعرض المفرط يؤدي إلى فقدان قيمتها وتصبح ورقة بلا قيمة. لذلك هذا المفهوم هو نظري فقط اما عمليا فطبع العملة في حالة مثل حالة لبنان هو ضوء اخضر للتضخم وفقدان الليرة لقيمتها. وهذا ما حصل في بعض الدول على سبيل المثال لا الحصر في سوريا،بعض الدول الإفريقية، اليونان وغيرها. طبع العملة يجب أن يرتكز على أسس إنتاجية واقتصادية تخلق طلب على هذه العملة وتكون حاجة في السوق المالي العالمي وليس فقط المحلي. لبنان بلد مستهلك والطلب على الليرة هو محلي فقط في حين أن الاستيراد والتبادل التجاري هو في العملات الأجنبية مثل الدولار الأمريكي واليورو
الأجدى بنا أن ندعم القطاعات الإنتاجية ووضع حد للهدر والفساد وخطط اقتصادية تنهض بالبلد وتؤمن فرص العمل للشباب. فعندها فقط يمكن أن نخرج بحل للحالة الصعبة التي يمر بها لبنان ونعبر إلى الإستقرار الإقتصادي والاجتماعي المطلوب، وعدا ذللك هو ذر الرماد في العيون وألاعيب تدخلنا في المجهول القاتل.
