خاص- المرأة... إن حكمت!

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, December 11, 2019

خاص- عبير عبيد بركات

أثبتت المرأة اللبنانية دورها الفاعل وحضورها المميز في كل مجالات العمل، كما سطع نجمها في الاحتجاجات الغاضبة على السلطة ورموزها، واجتاحت الساحات والشوارع، فكانت نبض الحراك إذ أطلقت السيدات المناضلات والناشطات في السياسة والبيئة صرخات عالية ايماناً منهن بإصلاح المجتمع المريض علّ أبناءهن يعودون الى أحضانهن.

نساء كثيرات في لبنان تستحققن المناصب العليا، وطبعاُ هن سيبدعن أكثر من الرجال، فلماذا لا نجرّب سيدة لرئاسة حكومة لبنان مثلاً؟ أو رئيسة للجمهورية؟

طبعاً هذه الفكرة ليست إنتقاصاً للرجال، ولكن هناك فجوات واختلافات كثيرة بين الرجال والنساء في الكثير من مجالات الحياة، وقد كشفت مجموعة من الدراسات الحديثة أن الرجل يميل إلى الشعور بالنرجسية أكثر من النساء، ورغبته في النفوذ وحب الظهور والسيطرة والهيمنة أكبر وهو أكثر ميلاً إلى المطالبة بامتيازات من المرأة.

دراسة اخرى اظهرت ان النساء في مواقع القيادة هن أكثر ميلاً للإجتهاد في العمل ومشاركتها في صنع القرار موضوع جدلي يستحوذ على اهتمام الناشطين في مجال الديموقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة خاصة أنها بطبيعتها داعية أساسية للأمن والأمان في المجتمع.

فالمرأة تصبو للوصول للمناصب نفسها التي يصل الرجال اليها، ومع ذلك يشكك البعض في استحقاقهن بسبب التصور العام بأن "طبيعة" الرجال أقدر على القيادة، لذلك تضطر النساء للعمل أكثر بكثير للوصول لنفس هذه المناصب، ليكتشفن أنه حتى بعد وصولهن إليها، يستمر البعض في التشكيك في "حقهن" بتولي هذا المنصب، ولكن مع الوقت سيصبح وجود النساء في مناصب قيادية طبيعياً تماماً كالرجال.

وقد تكون بعض المجتمعات العربية أقل تشدداً من أخرى في مسألة تقبل المرأة في المجال السياسي، إلا أن مسألة جلوسهن على كرسي الرئاسة لم يتحقق حتى اليوم، والرافضين لفكرة أن تكون المرأة رئيسة دولة هم أكثر بكثير ممن يقبلونها.

في فنلندا اختار الحزب الاشتراكي الديمقراطي الفنلندي وزيرة النقل سانا مارين وعمرها 34 عاما لتصبح أصغر رئيسة حكومة في العالم.

ففي الجزائر مثلاً قدمت زعيمة حزب العمال الجزائرية لويزة حنون ملف ترشحها أمام المجلس الدستوري لدخول معترك الانتخابات الرئاسية وهذه هي المرة الثالثة التي تترشح فيها للإنتخابات الرئاسية، وقد حلت الثانية بعد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في انتخابات 2009. وقد اعتاد الجزائريون وجودها في المشهد السياسي كما لا يجادل كثيرون في مستواها أو كفاءتها، ومع ذلك استعصى عليها منصب القاضي الأول للبلاد.

أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فهي مصنفة "المرأة الأكثر تأثيرا في العالم" وتأثيرها لا يقتصر فقط على ألمانيا بل على الدول الأوروبية أيضاً.

أيضاً، الاقتصادية جانيت يلين هي أول سيدة تترأس بنك الاحتياطي الفدرالي الأميركي، وماري بار هي أول سيدة تتولى منصب المدير التنفيذي لعملاق تصنيع السيارات "جنرال موتور"، وكريستين لاغارد الأمينة العامة لصندوق النقد الدولي هي سيدة قادمة من عوالم الاقتصاد.

أما في البرازيل، فديلما روسيف كانت أول سيدة تتولى منصب رئاسة البلاد وساهمت في تطوير اقتصاد بلادها.

وقد نظمت آية فيرجيني تور ثورة ضد لوران غباغبو في كوت ديفوار وجمعت أكثر من 40،000 امرأة في العديد من الاحتجاجات السلمية.

كما سطع اسم أسماء محفوظ في بدء الاحتجاجات والانتفاضة عند بداية الثورة المصرية عام 2011، فحثت جمهورا كبيرا للإنضمام إليها في ميدان التحرير لإسقاط نظام حسني مبارك.

أسماء كثيرة وشخصيات بارزة حكمت العالم، فالمرأة هي نصف المجتمع، ويمكنها أن تقود مجتمعات وتحكم دولاً قوية، فلا تستخفوا بقدراتها، وكونوا على ثقة أنها الأفضل للحكم!

Abir Obeid Barakat