أيُّها اللُّبناني مَنْ تَختار؟

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, December 10, 2019


إذا كان الأمر عائدًا إلى الشعب شَرطَ أن يُعمل مَنطِقَه، ويفكّر في نفسِه وأسرتِه ووطنِه لا في زعيمِه ومذهبِه وطائفتِه... مَن تُّراه يختار؟

ليس المطلوب أن نضعَ اللبنانيّين أمامَ لائحةٍ أسماء قد يكون الجانب الخفيّ من سيرة أصحابها مخيّبًا للآمال، بل أن يختار الناس بين مجموعة مواصفات ليتمّ البحث عمّن لديه المزايا المرجوّة.

ألخيار المجرَّب: تاجر ميسور الحال، بارع في عقد الصفقات والخروج منها بأرباح تكاد تكون خياليّة، له مصالح كبرى في الداخل والخارج وعلاقته بما يتعاطاه من أعمال يصحّ فيه وصف "اضرب واهرب"، فإن بنى مرفقًا عامًّا اكتفى بنيل عمولته عليه وتأمين عمولة شركائه، ولم يسأل عن سير عمل المرفق بعد ذلك.

ألخيار المرجَّح: مقاول ورجل أعمال ورث ثروةً بدّد معظمها فراح يغطّي منظومة الفساد ويشاركها أملًا في التعويض عن خسائره المريعة، كذلك ورث علاقات دوليّة بدّد معظمها ودخل مع أقربها إليه في صراع ألقى به بين ذراعي محور كان يعتبره معاديًا، ألخصوم متعلّقون به لأنّهم يجدون فيه حاكمًا مطيعًا لأغراضهم عاجزًا عن صدّهم أو التصدّي لسياساتهم المحليّة والإقليميّة وحتّى الدوليّة. علاقته بما ينجزه كمقاول توخّي الربح السريع والخلاص النهائي ممّا يبنيه ويبيعه.

ألخيار المثالي: صناعيّ ليست له أعمال تمسّ ماليّة لبنان العامّة ولا الخاصّة، صاحب مبادرات إنسانيّة وإنجازات اجتماعيّة وصحّيّة لا تصبّ لصالح أيّة جهة رسميّة أو دولة أو محور، بل تمويلها ذاتيّ مستقلّ، له إسهامات أكاديميّة وإنمائيّة متقدّمة، علاقاته الدوليّة متكافئة ومتّزنة لا خصومة فيها ولا ارتهان، أسلوب عمله في الصناعة قائم على النفَس الطويل والخطط البعيدة المدى التي تقتضي استشرافًا بعيدًا وصيانةً مستمرّة وتطويرًا لا يتوقّف – وهي متطلّبات تنطبق أيضًا على تسيير الشأن العامّ.

مواصفات توضع بتصرّف أهلنا وثورة بلدنا عسى أن يقع اختيارهم على الأفضل والأجدى.

حفظ الله لبنان ففي جميع طوائفه أهل كفاءة قادرون أن يملأوا مواقعه بكفاءة أكيدة وإنتاجيّة لا يفسدها المتطاولون ولا يطالها الفاسدون.