في قبرص... مناورة إسرائيلية تحاكي حرباً على لبنان

  • شارك هذا الخبر
Sunday, December 8, 2019

كشفت تقارير صحافية اسرائيلية عن تنفيذ الجيش الاسرائيلي الاسبوع الماضي مناورات لوحدات كوماندوز في جزيرة قبرص، تحاكي حربا مع حزب الله. وقال المحلل العسكري في صحيفة «اسرائيل اليوم»، يوءاف ليمور، ان 1000 جندي من وحدات الكوماندوز الإسرائيلية، ماجيلان وإغوز ودوفدوفان (وحدة مستعربين) وريمون، شاركوا في تدريبات، جرت الأسبوع الماضي، في قبرص، وشملت سيناريوهات متنوعة لاحتمال نشوب حرب مع حزب الله.

وجرت هذه التدريبات في منطقة مشابهة لجنوب لبنان بتضاريسها، وشمل التدريب مداهمات مفاجئة واحتلال مواقع وإخلاء جرحى تحت إطلاق نار ومعالجة جرحى والاحتكاك مع سكان محليين، كما حاكت التدريبات سيناريو أسر جنود إسرائيليين.

وأشار ليمور إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، كسلفه غادي آيزنكوت، «وضع الجبهة الشمالية كتحد أساسي للجيش الإسرائيلي. ويعني ذلك أن كل التدريبات والخطط تتحدث عن لبنان، تفكر في لبنان، وتتصرف تجاه لبنان، من أجل أن تكون القوات مستعدة للقتال في لبنان، وألا تكون متفاجئة أو عاجزة مثلما حدث في عام 2006».

وتابع أن «حرب لبنان الثالثة، إذا نشبت، فستكون مختلفة عن كل ما عرفته إسرائيل في الماضي. وسينتظر القوات تحد غير بسيط في هذه الجبهة: قرى محصنة، مع عدد كبير من التهديدات والتحديات، من صواريخ مضادة للدبابات وحتى أنفاق وملاجئ. والتهديد الأساسي هو تجاه الجبهة الداخلية الإسرائيلية. ومنظومة مؤلفة من قرابة 140 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية، موجهة إلى جميع الأماكن في إسرائيل».

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن تدريب وحدات الكوماندوز في قبرص «انتهى اول من امس، وتم إطلاق تسمية (لعبة العروش) عليه. وشارك في التدريب أسراب مروحيات وطائرات من دون طيار. وتدريب القوات على مداهمات ليلية لقرى لبنانية في مناطق جبلية مكتظة وشائكة، إضافة إلى استهداف بنية تحتية ونقل قوات برية وإمداد عتاد عسكري، وتزويد مروحيات بالوقود، مشيراً الى ان قوات قبرصية شاركت ايضاً في هذا التدريب.

وفي سياق متصل، نقل المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أليكس فيشمان، عن ضابط في هيئة الأركان العامة، قوله «انه يخدم حالياً في جيش حزب الله قرابة 30 ألف جندي نظامي، إلى جانب 15 ألف مقاتل في قوات احتياط. ويبلغ عدد المقاتلين في وحدة (رضوان) قرابة خمسة آلاف، بالإضافة إلى 35– 40 ألف مقاتل من عناصر الميليشيات الموالية لإيران في سوريا، والذين يفترض أن ينضموا إلى حزب الله خلال اي حرب ومضاعفة قوته».

وقال المحلل العسكري، عاموس هرئيل، والمراسل العسكري، يانيف كوفوفيتس، في تقرير بصحيفة «هآرتس»، إن «التغيير الأساسي الذي طرأ، في السنة الأخيرة، عند الحدود الإسرائيلية – اللبنانية هو الانتشار العسكري الجديد لحزب الله. فبعد خمس سنوات كانت جهود الحزب، ومعظم أفراد قواته النخبوية، غارقين في الحرب الأهلية في سوريا، بدأ المقاتلون رحلة العودة إلى وطنهم في جنوب لبنان».

وأضاف التقرير أن حزب الله سحب أخيرا مقاتلي قوة «الرضوان» الخاصة من سوريا، وهي قوة كوماندوز، وعادوا إلى مواقعهم الأصلية في لبنان قريبا من خط الجبهة. وقال التقرير، إن الجيش الإسرائيلي يعرف ان لدى حزب الله وإيران رغبة لتحدي إسرائيل على شكل افتعال (حادث موضعي)، ولكن شريطة الا يسبب اندلاع حرب. لكن في إسرائيل يرون في ذلك لعبا بالنار، لأن أي حادث من هذا النوع يرفع من احتمال وقوع الخطأ. نتيجة قراءة غير صحيحة لـمفهوم «عتبة الحرب» لدى الخصم.


القبس