خاص- علّوش: اجتماع بعبدا "مضيعة للوقت".. ولهذا تغيّب الحريري!

  • شارك هذا الخبر
Friday, November 29, 2019

خاص - ياسمين بوذياب
الكلمة أونلاين

يكمل "الفراغ الحكومي" اليوم شهره الأول. ففي التاسع والعشرين من الشهر الماضي، رضخ رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى طلب "الثوار" في الشارع، وأعلن استقالة حكومة "إلى العمل"، آملا بخطوته هذه أن يتم، وبأسرع وقت، تشكيل حكومة "جديدة" تلاقي تطلبات الشارع وتكلّف اختصاصيين لتولّي شؤون البلاد، للتخلص بالتالي من الفساد والفاسدين الذين أوصلوا البلد إلى الانهيار.

حتى الساعة، مازال الملف الحكومي يراوح مكانه، والسبب تمسّك القوى السياسية بمصالحها الخاصة على حساب مصلحة البلد، غير آبهة لشعب "افترش الشارع" منذ أكثر من 40 يومًا، مطالبًا بأبسط حقوقه، وواقفًا كـ"السدّ المنيع" بوجه الفساد وأربابه في السلطة.

يوم أمس، أعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن اجتماع مالي سيُعقد اليوم في بعبدا، برئاسته وحضور وزيرَي المال والاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال، علي حسن خليل ومنصور بطيش، بالاضافة الى وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات عادل أفيوني، وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، وكذلك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، رئيس جمعية المصارف سليم صفير، رئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود، والمستشار الاقتصادي للحريري نديم المنلا، حيث سيعرض المجتمعون الاوضاع المالية في البلاد.

وكما بات معلومًا، سيتغيّب الحريري عن الاجتماع رغم تلقيه دعوة لحضوره، ليتولّى الوزير أفيوني ومستشار الحريري الاقتصادي المهمة. غياب الحريري خلق العديد من علامات الاستفهام، خصوصًا أن البلد اليوم يمرّ بأزمات عديدة، ووضعه الاقتصادي بات على المحك، أو إذا صحّ التعبير يمرّ بانهيار اقتصادي، لذا يعتبر البعض أن مشاركة الحريري في هذا الاجتماع مهمة جدًا ولها تأثير كبير على الوضع الحالي.

عضو المجلس السياسي في "تيار المستقبل"، النائب السابق مصطفى علّوش، رأى في حديث لموقع "الكلمة أونلاين" أن امتناع الحريري عن المشاركة في اجتماع بعبدا اليوم يأتي تفاديًا لأن يحصل أي عملية "لف ودوران" حول تشكيل الحكومة، معتبرا أن الذهاب الى اجتماعات مالية في هذه الظروف هو "مضيعة للوقت" وهكذا اجتماعات ليست مجدية على المستوى الحقيقي، رغم أنها قد تحل المشاكل الثانوية، إلا أن الأساس اليوم هو التوجه سريعًا إلى تشكيل حكومة تنقذ البلد وأبنائه، مشددا على أنه في ظل غياب حكومة فاعلة لا يمكن اتخاذ قرارات مجدية.

من هنا، أكد علّوش أن الكرة اليوم هي في ملعب رئيس الجمهورية ميشال عون، فإذا كان الأخير متمسّكا بالحريري ومصرّا على تولّيه رئاسة الحكومة الجديدة، عليه أن يقبل بشروطه، لا أن يفرض عليه شروطًا كما هو الحال اليوم، غامزا بالمقابل إلى أن تمسّك القوى السياسية، ولا سيما "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، بالرئيس الحريري لتشكيل حكومة جديدة هو تمسّك "وفقًا لشروطهم"، والتي بطبيعة الحال لن يقبل بها الحريري الذي كان واضحًا منذ البداية بإصراره على تشكيل حكومة من اختصاصيين، يكون عنوانها الأساسي "تكنوقراط"، وإلا فالفراغ سيبقى قائمًا إلى أجل غير مسمّى.

ياسمين بوذياب
الكلمة اونلاين