خاص - "بدن يحولوها طائفية رح نخليها مدنية!"

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, November 27, 2019

خاص - عبير بركات
الكلمة أونلاين

يبدو واضحاً من خلال الأحداث التي وقعت في اليومين الماضيين، من حادثة الرينغ إلى حادث الجيِّة، أن من مصلحة البعض أن تتحوّل الثورة الى طائفية وحزبية وعنفية، ومن الواضح أيضاً أن البلد ينهار مالياً وإجتماعياً وسياسياً ومماطلة السلطة السياسية بتشكيل حكومة مصغرة إنتقالية من إختصاصيين لإنقاذ البلد تزيد من النقمة.

وبالرغم من كل التحذيرات على كافة المستويات، فالبديل عن "الدولة" سيكون متظاهرون بوجه آخرون، فالإحتقان سيولد الإنفجار وقطع الطرقات سينتهي بصدام، ولن يكون باستطاعة الجيش والقوى الأمنية سوى الفصل بينهم، لأن أي إنحياز ستكون عواقبه وخيمة.

ولكن إلى متى سيستمرّ الوضع هكذا بظل الظروف المالية والمصرفية والاقتصادية التي تزداد صعوبة يوماً بعد يوم من عُسرٌ في السيولة وشحٌ في إعطاء الدولار للزبائن، فبعض المصارف التي كانت تعطي ألف دولار هبطت إلى ثلاثمئة دولار، والهيئات الإقتصادية دقت ناقوس الخطر وأعلنت الإضراب لثلاثة أيام.

أما أوساط الحراك، فتؤكد إستمرار التحركات الشعبية التصعيدية لتحقيق المطالب بما فيها تغيير الطبقة السياسية من خلال انتخابات مبكرة ومحاسبة الفاسدين وتدفيع السلطة السياسية والمصارف كلفة الأزمة بدل ما يدفعها الناس، بهدف الحصول على الحقوق الاجتماعية والاقتصادية واحترام الدستور وتثبيت دولة القانون، الحفاظ على سلمية التحركات وطابعها الوطني وغير الحزبي بكافة المناطق اللبنانية واستخدام الابتكار واللامركزية للتحركات كوسيلة لتصعيد الضغط ويرفض أي تدخل خارجي في الشؤون اللبنانية الداخلية من خلال عدم المشاركة بأي اجتماعات مع الوفود التي زارت لبنان.

وقد برهنت الثورة أنها استطاعت أن تحقق الكثير خلال ٤٠ يوم نسبة لمنظومة حكمت ٣٠ سنة، وهي تدفع كلفة كبيرة بسبب الوضع المالي والاقتصادي الصعب ولكنها متمسكة بحراكها لأن لا عودة الى ما قبل ١٧ تشرين ولن تقبل بالفساد المستشري والقمع وهجرة الشباب وغيرها من المشاكل بعد اليوم.

وقد أعادت الثورة الأمل بلبنان خاصة أن النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم ادعى اليوم على ثلاثة موظفين في وزارة المالية بجرائم قبول رشى والتزوير وإختلاس المال العام.

وتؤكد أوساط الحراك أن من يراهن من الأطراف السياسية على قمع الثورة من خلال جر الشارع لصراع طائفي وتخوينه على أنه أداة خارجية وتخويفه لعدم التصعيد هو واهن، ومن يراهن على منع وسائل الإعلام لتغطيتها هو واهن أيضاً، ومن يحاول الإستفادة من الثورة لاستخدامها ورقة ضغط على الطرف الآخر في حال عدم الوصول إلى تسوية لصالحهم هو واهن أيضاً

فشعار الثورة في المرحلة الراهنة هو:

بدن يحولوها طائفية رح نخليها مدنية!
بدن يحولوها حزبية رح نخليها وطنية!
بدن يحولوها عنفية رح نخليها سلمية!

Abir Obeid Barakat
الكلمة اونلاين