خاص - تحريف نصف دقيقة.. واختلاف على شكل الحكومة

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, November 13, 2019

خاص - ماريا ضو

الكلمة اونلاين

لم يتلق جزء من الشارع اللبناني كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعقلانية، بل تلهّى بلغط وتحريف نصف دقيقة من أصل ٩٠. أما الـ ٨٩.٣٠ دقيقة تطرق خلالها الرئيس الى المطالب الشعبية التي ينادي بها لبنان المنتفض، مجدداً الدعوة للقائهم من اجل تحديد المرحلة المقبلة لبناء الدولة والاقتصاد، مؤكداً انه لن يحصل أي حرب أهلية في عهده ومجدداً الثقة بالمؤسسة العسكرية.

الرئيس عون ابشر اللبنانيين بأن الاستشارات النيابية قد تحدد في اليومين المقبلين وفي حال عدم تلقي بعض الاجابات من المعنيين قد يحتاج الامر الى بضعة ايام أخرى، مؤكداً عدم تبرئة نفسه من المسؤولية مع العلم انه مكبل بصلاحيات الطائف، كما وطمأن الشعب بما يخص الموضوع المالي وودائعهم في المصارف، متطرقاً الى الضغط الذي يتعرض له لتوطين النازحين السوريين. وبما يخص الحكومة، اعتبر الرئيس عون ان لا يمكن لحكومة تكنوقراط ان تحدد سياسة البلد اذ يفضل ان تتبع معايير المناصفة.

أما بالنسبة لنصف الدقيقة المتبقية الذي توجه خلالها الى الحراك الشعبي، قائلاً: "اذا لم يكن هناك "اوادم" بينهم (أي بين المتظاهرين) في هذه الدولة (أي ليتسلموا مراكز في الدولة) يروحوا يهاجروا وما رح يوصلوا للسلطة". نسي مناصرو أحزاب السلطة الدقائق الـ ٨٩.٣٠ وحرّفوا النصف الدقيقة المتبقية لاهداف معينة وإعادة تجييش الشارع اللبناني.


وبهذا السياق أكد النائب ادي معلوف في حديث خاص لموقع الكلمة اونلاين ان كلام الرئيس عون كان صادقاً فهو عرض رؤيته ونظرته للأمور وقال للمحتجين "انا بحاجة اليكم"، وقال لهم ان الحراك هو السند الذي يتكئ عليه، وهناك صعوبة كبيرة لتحقيق الإصلاحات بدون هؤلاء المتظاهرين"، واضعاً، معلوف، تكتل لبنان القوي والـ ٢٧ نائباً بتصرف الشعب، فمكافحة الفساد ليس "بكبسة زر".

واعتبر معلوف ان الحكومة الخالية من السياسة ستكون غير مستقرة في مجلس النواب، لان على الكتل السياسية تحمل مسؤليتها، سائلاً "من سيشكل هذه الحكومة اذا لم يكن المجلس النيابي المؤلف من الكتل السياسية؟"، مشيراً الى ان رئيس الجمهورية لم يدعي الى الاستشارات نيابية ملزمة علماً ان هذا الامر لا يخالف الدستور، لأنه لم يتم التوافق بعد على شخص معين "فكيف ستتم الاستشارات اذا لم يكن هناك غالبية موافقة على اسم معين؟ كما انه لم يتم حتى الآن الاتفاق على صيغة وشكل الحكومة".

آما فيما يخص الاحتجاجات الحاصلة منذ مساء امس، لفت معلوف الى ان من نزل الى الطرقات قبل نهاية كلمة الرئيس عون بسبب التباس بكلامه وتحريفه "فإما هو يبني رأيه على تحريف كلام خاطئ واما نزلوا لتصفية حسابات حزبية ضد الرئيس، لانه من الواضح ان اليوم من في الشارع هم انصار الأحزاب، والدليل على ذلك فتح الطريق لوليد جنبلاط واخذ السيلفي معه والتسفيق له، الم يكن شعار الحراك "كلن يعني كلن"؟ اليس جنبلاط واحداً من "كلن" وبالمقابل يتم تحريف كلام الرئيس".


ومن جهة أخرى، اعتبر رئيس جهاز الإعلام في القوات اللبنانية شارل جبورلموقعنا ان المخرج من الازمة اليوم واضح، هو عبر تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين بهدف "تنفيس احتقان الشارع"، وهذا الخروج لا يتحقق بحكومة تكنوسياسية كما اقترح الرئيس عون، مشيراً الى ان طبيعة الازمة اليوم هي اقتصادية وليست سياسية ويجب التعامل معها من منطلق مختلف لذلك حلها لن يكون سياسيا، كما ان الإتيان بأشخاص كفؤة لمرحلة انتقالية هو الحل الأنسب للوضع الاستثنائي، مؤكداً ان هناك شخصيات سياسية مستقلة لا يمكن لأي حزب وضعها "في جيبته"، وعلى الرئيس عون والرئيس المكلف ان "يغربلوا" ما بين الأسماء الكثيرة التي يمكن ان ترضي جميع الأطراف مع مراعاة التوزع الطائفي والمذهبي.

وأشار جبور الى انه بمعزل عن الاتهامات بأن المتظاهرين الموجودين اليوم في الساحة هم من أنصار الأحزاب، ولكن فعليا هؤلاء الأحزاب هم جزءاً لا يتجزأ من الحراك الشعبي، فالمسألة تخطت مشاركة الأحزاب، وهذه الثورة هي انتفاضة شعب بأكمله على الواقع المعيشي.


Alkalima Online