لو فيغارو- لويك كيرفران: «يُقلقني احــتمال تطرّف الأزمة اللبنانية»

  • شارك هذا الخبر
Saturday, October 26, 2019

مقابلة ـ يترأس نائب حزب «الجمهورية إلى الأمام» لويك كيرفران مجموعة الصداقة الفرنسية - اللبنانية في الجمعية الوطنية. يدلي بتحليله السياسي في ما يتعلّق بالحركة السياسية التي تهزّ أرض الأرز.
• لو فيغارو: ما هو موقف فرنسا من ثورة الشعب اللبناني؟ لماذا يبقى إيمانويل ماكرون بعيداً منذ بداية الأزمة؟
- كيرفران: لفرنسا موقف متوازن جدّاً، برأيي. إنّها تدعم الإصلاحات التي أُعلنت بعد اليوم الأوّل من التظاهرات. ودور بلدنا هو مواصلة التحدّث مع الحكومة اللبنانية، لكنّنا ندعو أيضاً إلى احترام حقّ الشعب في التظاهر، وعليهم الإصغاء له. ستقف مجموعة الصداقة الفرنسية - اللبنانية في الجمعية الوطنية، التي تتبع نهجاً متعدّد الأحزاب، إلى جانب الشعب اللبناني، أياً يكن خياره.

• هل شعرتم أنّ مثل هذا الحراك يمكن أن يقوم في لبنان؟
- كلّا، كنت أعتقد أنّ النظام السياسي المذهبي يسيطر على البلد، وأنا مندهش من اخضاع هذا النظام للإستجواب. هنالك أزمة فقدان ثقة مهمّة جدّاً بين اللبنانيين والطبقة السياسية، وشعارهم «فليسقطوا كلّهم». وهذا شيء أفهمه من خلال خبرتي بلبنان. يعود ذلك إلى صعوبة تأمين الدولة الكثير من الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء، ومياه الشرب والنفايات...

• كانت فرنسا قد دعمت للغاية رئيس الوزراء سعد الحريري، من خلال مؤتمر «سيدر» عام 2018، الذي وعد بتقديم 11 مليار دولار كقروض وتبرعات للبنان، مقابل سلسلة من الإصلاحات الجذرية...
- كانت لفرنسا في الواقع الإدارة، مع عدد من المانحين. كانت المتطلّبات، هذه المرّة، إصلاحات. تمّ التزام محاربة الفساد أو اصلاح قطاع الكهرباء في ذلك الوقت، إلّا أنّ هذه الإصلاحات لم توضع قيد التنفيذ. إنّها الطروحات نفسها التي نراها اليوم في الورقة الإصلاحية التي اقترحتها الحكومة للخروج من الأزمة السياسية. واللبنانيون لا يفهمون لمَ لم تطبّق من قبل.

• تُنتقد الأحزاب ذات السلطة القوية مثل «حزب الله» أو «أمل». الفريقان الشيعيان في جنوب البلاد. ما هو المستقبل الذي تتوقّعه لهذه الثورة؟
- أخشى من تطرّف محتمل للثورة اللبنانية. لسنا في مأمن من ردّ فعل بعض الجماعات المتورطة في تظاهرات معارضة، يمكن أن تكون خطيرة. هناك رفضٌ تام للطبقة السياسية وما زال الحل غير مطروح بعد. يؤدّي هذا الأمر إلى الإحباط والعنف. لست هنا لأتهم «حزب الله» أو «أمل»، لأنّ ذلك ليس محصوراً بالشيعة فحسب، بل العونيون مستهدفون أيضاً، إذ طالت شعارات عديدة وزير الخارجية الحالي ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، ورئيس الجمهورية، ولا يمكننا تجاهل أن مؤيّديهم يتحرّكون.

• يتظاهر الكثير من الفرنسيين - اللبنانيين في فرنسا أيضاً، ما الرسالة التي توجّهها إليهم؟
- أشعر بالسعادة عندما يهتمّ الناس بالسياسة. أخذ الشباب اللبناني، في لبنان وفي المهجر، مستقبله على عاتقه. وأنا أرحّب بذلك. إنّ مشكلات بلادهم هي مشكلات حقيقية. على أمل أن تسمح هذه الأزمة للشباب اللبناني بأن يتوقف عن التوجّه إلى الخارج.

• زعزع الربيع العربي استقرار بلدان عديدة مطلع هذا العقد. ما تأثير هذه الأزمة اللبنانية على المنطقة؟
- لا مجال للمقارنة بين هذين الأمرين. يتمتع لبنان بنظام ديموقراطي، ولا يتبع نظاماً ديكتاتورياً كالذي عرفته الدول التي شهدت الربيع العربي. إنها بؤرة عدم استقرار تُضاف الى هذه المنطقة التي لم تعد تحتمل المزيد، لكنني أميل إلى رؤية الجانب الإيجابي الذي قد يصدر منها.