بعد الكلمة التي وجهها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الشعب اللبناني، والتي حملت الكثير من الرسائل الى كل من رئيس الحكومة سعد الحريري، للشعب الموجوع، للسياسيين الذين "ركبوا الموجة" وللاستغلاليين. وأبرز هذه الرسائل تلك التي وجهت للحريري بإعادة النظر بالواقع الحكومي الحالي من خلال الآليات الدستورية، مما يفتح باب تنفيذ رغبة الانتفاضة الشعبية بتشكيل حكومة جديدة او تعديل جذري يطرأ عليها، فهذه الفرضيتين يشع نورهما لحظة بعد لحظة، وتكثر الأحاديث في الأوساط السياسية عن نوع الحكومة التي قد تتشكل، هل ستكون تكنوقراط؟ هل ستكون حكومة مصغرة؟ هل ستكون حكومة على قياس القوى السياسية؟ أسئلة كثيرة تُطرح والأجوبة ضئيلة جداً جداً.
وفي السياق عينه، يعتبر النائب محمد الحجار أن الحل للمشكلة الحالية يكون عبر الاستجابة لمطالب الثورة، وصرخة الحق من خلال العمل على مستويين، الأول يكون على المستوى الاقتتصادي والثاني على المستوى السياسي.
فبالاقتصاد، يؤكد الحجار في حديث خاص لموقع الكلمة اونلاين، ان الحكومة قد اقرت الورقة الاصلاحية المؤلفة من مجموعة من اصلاحات، فيما عملت ايضاً على ارسال موازنة 2020 الى مجلس النواب "هذه اول خطوة نحو المسار الصحيح الذي يجب اتّباعه، ولم تكن لتُنفذ هذه الاجراءات لو لم يضغط الشعب اللبناني بتظاهراته الحاشدة"، لافتاً الى ان رئيس الحكومة يتابع بنود الاصلاحات عبر لجان وزارية واستشارات مع اصحاب اختصاص، لترجمة هذه القرارات الى خطوات عملية.
أما الشق الثاني الذي يتعلق بالمستوى السياسي، يشير النائب في تيار المستقبل الى ان حل هذه المسألة يكون بالسياسة، وهو ابعد من حل أمني، مثنياً على كلام الرئيس عون والحريري اما ان يكون هناك تعديل وزاري حقيقي جذري، واما تشكيل حكومة جديدة "فالبلد لم يعد يتحمل، والتغيير قريب جداً وقد تتبلور الامور في نهاية هذا الاسبوع باإحدى هذين الخيارين".
وفيما يخص خيار تأليف حكومة جديدة، أكد الحجار ان "لا احد يمكنه ان يقود السفينة الحكومية الآن بدل سعد الحريري"، مشيراً الى ان الحكومة الجديدة ستتألف من وجوه غير استفزازية للشعب اللبناني، ومشهود لها بالكفائة والنزاهة، وان التمثيل السياسي هو مدار بحث في الاتصالات التي يجريها الحريري مع كل الافرقاء السياسية الأخرى.
