انقسم الشارع بعد ورقة الاصلاحات التي تلاها رئيس الحكومة سعد الحريري بين أقلية من الناس التي تفاءلت بتغيير ولو بسيط لم تشهده حكومات سابقة منذ سنوات وبين اكثرية لم يقنعها ولا بند من بنود الاصلاحات نظرا لفقدان الثقة بالحكومة وبالطبقة السياسية اجمع.
واعتبر البعض ان الإصلاحات التي طرحت لا تطال النظام الطائفي، ولا تفصل السلطات، ولا تقر قانونا انتخابيا على اساس لبنان دائرة واحدة والنسبية كي يستطيع المواطن ان ينتخب أي مرشح نظيف الكف وقادر على النهوض بالمجتمع وتحقيق العدالة بغض النظر عن مذهبه.
ومن ناحية اخرى، ما دفع اللبنانيون للتظاهر هو الفقر والجوع والحرمان لان الثورة تولد من رحم الاحزان وليس من ملاعق من ذهب.. فانتظر الشعب من دولته ان يتطرق الى امور معيشية يومية تتعب كل شاب ورب منزل ومسن.. فلماذا لم يتطرق الى الاقساط المدرسية العالية، وتوفير فرص العمل للشباب، والفساد المتفشي في الوزارات من سمسرات وارتشاء، وملف دعم الجامعة اللبنانية والمدرسة الرسمية، ومشاكل الضمان الاجتماعي، وملف الاملاك البحرية المنتشرة على الشاطئ اللبناني، وموضوع النفايات والمطامر والمحارق التي زادت من نسبة السرطان، وهل حلت أزمة الدولار وتثبيت سعر صرف الليرة، وخطة الكهرباء ومشاكلها، وجمعيات زوجات السياسيين الوهمية، ومافيات الموتورات... وغيرهم من الامور التي يعاني منها الشعب اللبناني منذ عقود!
ولكن بعد خمسة ايام في الشارع الجميع يسأل ما هي الخطوة التالية؟ هل تبقى الطرقات مقطوعة والمظاهرات قائمة؟ والى متى؟ فاي حراك بحاجة الى خطة عمل كي يستمر، ولو ان الناس ليست بحاجة لمن يوجهها كما اثبت الشارع بكل المناطق اللبنانية حيث كسرت كل "التابوهات" مما ارعب السلطة لان وجع الناس هو الذي حركها، مع العلم ان احزاب كثيرة تحاول سرقة التحرك لاهدافها الانتقامية..
والاهم من ذلك هو كيفية الاستمرار والزخم لانجاح هذه الخطوة الذهبية التي قام بها الشعب اللبناني. لذلك أصدر 'شباب الثورة' بيان كي يتم توحيد المطالب مؤكدين الاستمرار في التحرك السلمي رافضين إخلاء الساحات إلى حين تلبية جميع مطالبهم لان الورقة الإصلاحية لم تلاقي طموحات انتفاضة الشعب وخاصة أنها صادرة عن حكومة عاجزة وفاقدة للثقة، فما لم تنجزه على مرّ السنين لن تستطيع انجازه ببضعة أشهر!