العميد المتقاعد طوني مخايل - الثالثة ثابتة

  • شارك هذا الخبر
Monday, October 21, 2019



الجيش،الشعب،المقاومة، شعار لَطالما إختلف عليه اللبنانيون، فمن تَحالف مع حزب الله رأى فيه خلاص للبنان من الاحتلال الإسرائيلي،وعُنصراً فعالاً في دحر الإرهاب عن ارضنا،وشَعر بقوة إضافية لقوة الجيش تحمي السيادة والأرض.

في المقابل، هنالك فئة من اللبنانيين كانت ترى في قوة الحزب العسكرية انتهاكاً لسيادة الدولة اللبنانية،وانتقاصاً من دور الجيش، الذي برأيهم هو الوحيد المُخوَل شرعياً بحمل السلاح والدفاع عن لبنان.

في خِضمِ حرب تموز ٢٠٠٦، واثناء التدمير الإسرائيلي الذي طال معظم الأراضي اللبنانية،وفي وسط الحرب ضد الإرهاب عام ٢٠١٧،كانت الفئة المناهضة للمقاومة تُندد بهذا الشعار،ولا تعترف للحزب بأحقية وشرعية سلاحه.

اما اليوم،وفي ظل التظاهرات الذي لم يشهد لبنان لها مثيل،لا في العدد،ولا في الفترة الزمنية، هنالك فرصة لحصد شبه اجماع على هذه المعادلة.

يا فخامة الرئيس،ويا سيد المقاومة، اعلنوا الحرب ضد الفساد الداخلي، الذي يتجول بالقرب منكم، ويتلطى وراءكم،ويُراهن على رأفَتِكم وصْبرِكم.
مزقوا كل الاوراق الإصلاحية التي بدأت تَنبُت مثل الفطر،ابعِدوا وُزرائكم ومُستشاريكم، أشْغلوا شاشات التلفزة اللبنانية بقُربِكم،واستمعوا جيدا للمستشارين الصادقين، يُعلنون عن اوجاعهم وآلامهم، يُطالبون بتحقيق حاجاتهم الانسانية البدائية (الطعام، المسكن، التعليم....)، وعندئذ اكتبوا وَرَقتكم الإصلاحية، ثم أعْلنوا حَربَكم، وانظروا على يمينكم،سترون شعب تشرين الاول ٢٠١٩، واحيدوا بنظركم الى يساراً سترون الجيش اللبناني وقيادته، وهكذا يكون عام ٢٠١٩ من بعد العامين ٢٠٠٦و ٢٠١٧ بمثابة الثالثة ثابتة لهذا الشعار.