3 أمور فجّرت غضب الناس...

  • شارك هذا الخبر
Saturday, October 19, 2019

إذا كان الرصد طوال اليوم لإطلالة رئيس الحكومة سعد الحريري (بعدما ألغى جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقرّرة في بعبدا وتلقى اتصالات خارجية ابرزها من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون) لقول كلمته حيال»الخطوة التالية«التي سيقوم بها، استوقف أوساط سياسية غمْز رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط من قناة أبعاد إقليمية للمأزق اللبناني، اذ أعلن ليل الخميس»وصلت الرسالة الداخلية والخارجية، يقولون لنا لا مجال لحكومة فيها معارضة وموالاة، وإذا كان صحيحاً أن الحكومة انتهت فلا مانع، ولكن لن نشارك كحزب في حكومة آحادية«، قبل أن يؤكد»لن أترك سعد الحريري وحده«كاشفاً أنه إتصل به وإقترح عليه أن»نستقيل سوياً«ومشدداً على أنه»إما أن نتحمل كلنا مسؤولية الفراغ أو فليحكموا وحدهم، ولا يحملوننا مسؤولية الخراب«.

ولأن الانهيار المالي - الاقتصادي الذي يحوم فوق لبنان لا يعود إلى عوامل تقنية بقدر ما هو نتيجة لسلوك سياسي يحكم البلاد، فإن أوساطاً واسعة الإطلاع في بيروت رأت أن الأسباب العميقة لوصول لبنان إلى الحائط المسدود وتالياً نزول الناس الى الشارع، يؤشر إلى خيارت جعلت من لبنان دولة فاشلة ولعل أبرزها:
* خروج تسوية 2016 التي أوصلت العماد ميشال عون إلى الرئاسة عن مسارها عبر عملياتِ قضْمٍ متتالية تعرضت لها وسعى من خلالها عون، الذي رفع شعار الرئيس القوي، إلى ترويض التوازنات الداخلية على النحو الذي يمكّنه من تعديل اتفاق الطائف بالممارسة والعمل على تعبيد الطريق امام صهره الوزير باسيل للوصول إلى الرئاسة، وهو ما تجلى في حجم المعارك السياسية الداخلية التي خاضها لإضعاف الآخرين.

* الخيارات التي اعتمدها الرئيس عون تجاه الخارج الذي غالباً ما كان يشكل حاضنة للبنان، فـ خاصَمَ المجتمعيْن العربي والدولي، ولا سيما دول الخليج، عبر الدفع في اتجاه تموْضع لبنان في المحور الإيراني، وهذا ما أفْقد البلاد من مكامن القوة.

* ولأن ما جرى في بيروت يشبه»انتفاضة بغداد"، فإن هذه الأوساط ترى أن التوترات السياسية والاقتصادية في ساحات نفوذ إيران تعاني عدم استقرار في ضوء التدخلات الكاسرة للتوازنات الداخلية عبر إما القوة أو تعطيل آليات تداوُل السلطة.


الراي الكويتية