"ثورة 17 تشرين" وضعت مصير النظام على المحكّ..

  • شارك هذا الخبر
Saturday, October 19, 2019

فاجأت الاحتجاجات غير المسبوقة التي يشهدها لبنان منذ مساء الخميس، الطبقة السياسية برمتها، التي لم تتعامل في السابق مع ما يشبه انتفاضة يقوم بها اللبنانيون ضد جميع الصف الحاكم في البلد.

وفيما ذهبت التحليلات الأولية إلى أن هذه التحركات تخضع لأجندات بعض القوى السياسية وتندرج ضمن لعبة المناكفات التقليدية، ظهر بعد ذلك أن الحراك يتطور ويشمل كافة الأراضي اللبنانية من الشمال إلى الجنوب ومن البقاع شرقا حتى السواحل غربا مرورا بجبل لبنان.

وقد غطت وسائل الإعلام المحلية كما القنوات الفضائية العربية الحدث وأظهرت مواقف للمتظاهرين من كل الطوائف تهاجم كامل الطبقة السياسية اللبنانية دون اسثناء. ومع ذلك بقي الكثير من المراقبين متحفظين على الطابع العفوي محاولين اقتفاء آثار أجندات محلية وإقليمية هذا الحراك المباغت.

وتحدثت أنباء في وقت لاحق الجمعة عن مقتل شخص وسقوط 7 جرحى على الأقل في مدينة طرابلس شمالي لبنان.

ونقلت الصور مباشرة إشكالا حصل بين المتظاهرين وسيارة لوزير التربية أكرم شهيب التابع للحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط، على نحو أوحى بأن الأمر صادر عن خصوم جنبلاط، ولاسيما تحالف حزب الله والتيار العوني.

وقد أصدر جنبلاط تصريحا قال فيه إن "الرسالة وصلت" وأنه لن يشارك في أي حكومة مقبلة في حال رحيل الحكومة الحالية.

ونقلت الصور لاحقا قيام المتظاهرين بمهاجمة مكتب رئيس كتلة حزب الله النائب محمد رعد، ومكتب هاني قبيسي، وهو نائب من حركة أمل بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وهاجم متظاهرون العهد وطالبوا باستقالة الحكومة برئاسة سعد الحريري وتنحي رئيس الجمهورية ميشال عون.

وقد حاولت كافة الأحزاب اللبنانية المشاركة بالحكومة التنصل من المسؤولية والنأي بنفسها عن القرارات الضريبية التي اتخذتها الحكومة والدعوة إلى التظاهر دعما للمحتجين. إلا أن مواقف صدرت عن قوى الاحتجاج أعربت عن عدم ثقتها بكل الطبقة السياسية، ورفضت محاولات التبرؤ من قرارات تم اتخاذها بموافقة الجميع داخل مجلس الوزراء.

العرب اللندنية