في مقدمة OTV... "نحن من الشعب!"

  • شارك هذا الخبر
Friday, October 18, 2019

تحت عنوان "نحن من الشعب!" جاء في مقدمة نشرة اخبار OTV:

نحن مع الشعب، ولا ُيمكن أن نكوَن، من موقِعنا الإعلامي كما الوطني، إلا مع الشعب. فنحن أصلاً من هذا الشعب. نعاني ما يعانيه، نأمل كما يأمل، ونثور كما يثور، وَنحذر من بعض سياسييه كما َيحذر...
فالوطُن أصلاً أرٌض وشعب، والدولة في أساِسها أرٌض وشعٌب وسلطة. سلطٌة َتحول دون الفوضى، وُتنّظم العلاقات بين الأفراد والمكّونات، وترعى مصالَحهم، وتؤّمن مستقبلهم...
ولعّل المشكلة الجوهرية في لبنان تكمن هنا بالذات. فالأرُض موجودة، وباتت في غالبها محَّررة، بفضل الجيش والشعب والمقاومة.
والشعُب أيضاً موجود، ُمقيماً في لبنان، أو منتشراً في أصقاع الأرض. وهو للمفارقة، ناجٌح جداً في الخارج كما الداخل، على عكِس دولِته، التي َيصُفها كثيرون بالفاشلة. فاشلة منذ ثلاثة عقود على الأقل، وليس فقط منذ ثلاِث سنواٍت كما يرِّوج البعض...
أما السلطة، فأيضاً وأيضاً موجودة. على عهد الوصاية، كانت موجودة، وكان أركاُنها اللبنانيون معروفين. وفي عهِد ما بعد الوصاية، وحتى عام 2016، كانت أيضاً موجودة، وكان أركاُنها أيضاً معروفين...
أمٌر واِحد فقط تغَّير بعد سنة 2016: الميثاق الذي اسُتعيد، والتوازن الذي عاَد بانتخاِب رئيٍس ُيمّثل الناس، وتشكيِل حكومٍة تحترم الشراكة، واجراء انتخابات نيابية على اساِس قانون يكرِّس التمثيل الصحيح.
أما ما عدا ذلك، فلم َيتغّير: أركان سلطة 1990-2016 استمروا بأصوات الناس أمراً واقعاً لا مفرَّ من التعامل معه، فاستعصى الاهتراء الوطني على مستوى الاقتصاد والفساد على النية الصادقة بالإصلاح...
واليوم، تزامناً مع حالة الغضب الشعبي، لم يتغير شيء: الصادقون بالإصلاح موجودون، لكّن أركاَن سلطة 1990-2016 أيضاً موجودون.
الفريُق الأول يرسم الخطط ويضع الحلول ويسعى إلى التنفيذ منذ ثلاِث سنواٍت على الأقل. أما الفريق الثاني، فيَتفّرج على المرسوم، وُيعرقل كل الحلول، ويمنع التنفيذ...
هذه هي خلاصُة ما َتقَّدم به رئيس الحكومة ووزير الخارجية اليوم. فإما إصلاٌح، وإما كارثة، والجواُب بعد اثنتين وسبعين ساعة فقط.