افرام: المشرقية ليست "حلف أقليات" مطلقاً

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, October 16, 2019

ألقى رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام خلال مؤتمر" لقاء صلاة الفطور، لبنان وطن الحوار والحضارات" قائلا:

"السيد الرئيس العماد ميشال عون،تليق بك الفخامة.
بقدر فخرنا أن تكون بيننا، راعياً لأول مؤتمر للقاء المشرقي،
مفتتحاً عرفا لصلاة وخبز وملح بين قادة رأي ودين، لا نذيع سراً إن أكدّنا أن اللقاء المشرقي
أصلاً ولد من رحم خلية فكر تكوّنت في دارتكم في الرابية وناضلت معكم من أجل لبنان القضية
والانسان والسيادة والاستقلال، وأننا نحن اللقاء نعتبر أن فخامتكم هو هو الرئيس المشرقي بامتياز، ليس
لأنه الرئيس المسيحي الوحيد من اندونيسيا الى المغرب، بل لأنه بعمق ادراكه شدّد على أن الشرق جذورنا وساحاتنا.

المشرقية أن تؤمن بأن هذا الشرق، كما أراده الله، منبت رسالات سماوية وأرض حضارات وثقافات وشعوب واثنيات وقوميات وأديان وطوائف لها كلها الحق الكامل بالحياة الحرة الكريمة على قاعدة المساواة والمواطنة، دون أي تمييز، دون أي غلبة أو تكفير أو الغاء أو تهميش.

أن تؤمن أن الانسان هو الهدف الأسمى لكل فكر ولكل سياسة وأن حقوقه يجب أن تكون مصانة ومضمونة في الدساتير والممارسة.
ان تؤمن بالتنوع والتعدّد، لا بالاحادية ولابالصَّهْر ولا بالقهر ولا بالجبر ولا بالقوة .أن تقبل بتراثات الشعوب ولغاتها وعاداتها وتقاليدها كجزء لا يتجزأ من الثروة الوطنية. الهوية انتماء حرّ وليست غصباً.أنت وحدك تعلن من أنت.
ان ترفض أي اقتلاع أي مجزرة أي خطف ،فكيف بالأيقونتين الأرثوذكسيتين المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي.

أن البعض مازال يعاند بفكر أحادي داعشي لا يقبل الآخر المختلف ولا فرادته - الآخر
كما هو لا كما نفرض عليه أن يكون - ويريد تذويب الجميع وإسكات الجميع والغاء الجميع وحتى
محو التاريخ والتراث.

والمشرقية ليست " حلف أقليات" مطلقاً. هذا تجن في السياسة. إنها حلف قيم ومبادىء مفتوح لكل الناس ولا ينتصر إلا بغلبة هذا النهج في كل المكّونات. أصلا نحن لا نعترف بأن " أحداً" هو أقلية في الشرق كلنا أبناء الشرق كلنا تاريخه، ومستقبله نبنيه معاً، وهو اذا خسر أي مكوّن يفقد روحاً من ذاته.

المشرقية لا تطلب حماية أحد، وترفض أي اعتداء لأي سيادة وأي خرق للقانون الدولي.
والمشرقية ليست تفتيتاً ولا تقسيماً ولا إنغلاقا ولا تهديما للاوطان. بلْ على العكس تماماً.
المشرقية هي هي ضمانة لكل الاوطان ولكل انسان!

إن اللقاء المشرقي اذ يرحب بكم ضمة أصدقاء،وزراء نوّاب رجال دين سفراء قناصل واعلاميين.
يؤكد بأن مؤتمرنا الذي يضم وفوداً من أكثر من 25 دولة ويحاضر فيه 35 مفكراً ويشارك فيه120 شخصية من خارج لبنان والذي لم يستثنِ أحداً بالدعوات هو مبادرة انفتاح وحوار لا لفرض أي رأي، بل لمساحة حرية ورجاء من صلب تكوين لبنان، النموزج ليس فقط في الحياة الواحدة بل في المشاركة في صناعة القرار الوطني.
كيف لا وهو اسمه لبانون أي "قلب الله " باللغة السريانية المقدسة!
حتّى يبقى لنا لبنان رسالة وضميراً. عشتم فخامة الرئيس، يحيا لبنان."