بعد تراجع جهاد العرب "متحدون" يطلب من القاضي شمعون البت بدعوى الكوستابرافا

  • شارك هذا الخبر
Friday, July 19, 2019

تقدم الفريق القانوني في تحالف متحدون بتاريخ 18 تموز 2019 بمذكرة ختامية مع طلب البتّ بالدعوى العالقة أمام قاضي الأمور المستعجلة في عاليه رولا شمعون، وتحديداً لتأكيد طلب الوقف الفوري لكافة الأعمال الخاصة بتوسعة مطمر الكوستابرافا لعدم مراعاتها لأدنى ضرورات السلامة العامة والضرورات الصحية والبيئية ما يشكل خطراً حالاً ومحقّقاً ووشيكاً على حركة الطيران وسلامة وصحة المواطنين ورواد المطار وعلى الاقتصاد وسياحة لبنان، لا سيما وأنّ ما يحصل يضع المطمر حتماً على سكة تحويله إلى مطمر دائم تنتفي معه كافة المبررات التي أدلى بها مجلس الإنماء والإعمار، وخصوصاً لجهة التهويل المستمرّ بعودة النفايات إلى الشارع إن لم يتم توسيع المطامرعلى طول الشاطئ اللبناني، حيث جزم التحالف بأن الضرر الناتج عن عودة النفايات هو أقل بكثير من الضرر الناتج عن التلويث الحاصل للشاطئ والأخطار الناجمة عنه ونتائجها الكارثية غير القابلة للتصحيح، في مقابل إمكانية الضغط لا بل ضرورته على الجهات المعنية لإزالة النفايات من الشوارع بعد اتباع الحلول الصحية والبيئية القابلة للتطبيق.

وقد أتت هذه المذكرة بعد أن استغرق محامو متحدون الوقت الكافي والشاق مع أحد المستدعى بوجههم جهاد العرب (وشركة جي.سي.سي. سوريكو –JCC SORIKO JV التابعة له) في محاولة للجم الأضرارالبيئية والصحية والاقتصادية، من خلال توقيع مذكرة تعاون مع العرب تحت مسمّى "من المصدر إلى المطمر"، لكن الأخير عاد وتراجع عن استكمال تنفيذ المذكرة بعدما لمس الجديّة والمهنية العالية التي اعتمدها التحالف والتي لم يكن يتوقعها العرب، الذي اعتمد سوء النية في مقابل حسن النية الذي أبداه محامو التحالف في معرض تنفيذهم للمذكرة عبر التراجع عن الدعوى بحق العرب فقط دون مجلس الإنماء والإعمار، علماً بأن الدعوى العالقة أمام القاضي شمعون هي من نوع الأمر على عريضة التي لا يؤثر فيها ذلك التراجع بتاتاً.

وفي المحصلة التي آلت إليها المذكرة الختامية المشار إليها بعد إتمام فريق عمل التحالف للكشوفات الميدانية والعلمية والمخبرية التي كانت لجنة الخبراء قد تخلّفت عمداً عن إنجازها وفق المهمة المكلفة بها، فإن مطمر الكوستابرافا الملاصق للمطار، الذي يسهم في انتشار الروائح السامة والكريهة في مطار رفيق الحريري الدولي ومحيطه بفعل حركة النفايات العضوية فيه والمخالفة لدفتر الشروط، هو بمثابة فضيحة صحية وبيئية وإنسانية وذلك للأسباب التالية:

1. لجهة حجم التلوث الناتج عن تأثير مطمر الكوستابرافا على الشاطئ اللبناني ومخالفة المطمر لاتفاقية برشلونة (1976 معدلة سنة 1999 و2004) لحماية البيئة البحرية والمنطقة الساحلية للبحر المتوسط والتي وقع عليها لبنان منذ العام 1976، والذي ستفوح رائحته أكثر فأكثر بمعرض انعدام أية حلول أخرى عجزت عن تقديمها الدولة اللبنانية، ليس لعدم توفر تلك الحلول بل لدوافع مبيّته وصفقات خفيّة لا تأخذ بالحسبان بيئة وصحّة وسلامة المواطنين، ناهيك عمّا يعرّض لبنان لدعاوى ولتعويضات مالية مرتفعة من دول بحرالمتوسط التي تتأذى من جراء هذا التلوث، وكذلك حرمان لبنان من مردود كبير نتيجة الأضرار البيئية والصحية والاقتصادية التي تصيب آلاف المواطنين بشكل محقّق وأكيد.

2. لجهة خطورة انبعاثات غاز الميثان (Methane) الشديد الاشتعال على حركة الطيران، نتيجة التحلل الناتج عن تخمر المواد العضوية (التي ليس من المفترض أن تكون في المطمر بهذا الشكل)، وكان أحد الخبراء الكيميائيين قد وصف ذلك بـــ "الكارثة" في جلسة التحقيق أمام النائب العام البيئي في جبل لبنان غادة عون، علماً بأن حرارة حرق الغاز تصل إلى أكثر من 1400 درجة مئوية بحسب مؤشر عامود اللهب المعدّ لحرق غاز الميثان، الذي قد يصحّ وجوده في أي مطمر للنفايات لكن ليس في مطمر ملاصق لمطار!

3. لجهة فضيحة إنشاء معمل الكومبوستينغ الذي تنفذه شركة جهاد العرب بتكليفٍ من مجلس الإنماء والإعمار وسط انعدام الفرز الصحيح الذي يؤدي إلى دخول كمية كبيرة من المواد العضوية إلى المطمر، حيث سيتسبب هذا المعمل بأضرارٍ جسيمة على صحّة المواطنين وبتفاقم الروائح والغازات السامة والكريهة التي باتت وللأسف ومطار رفيق الحريري الدولي صنوان، ممّا سيؤدي إلى إساءةٍ بالغة لسمعة لبنان واللبنانيين وللسياحة التي يقوم عليها اقتصاده بشكل أساسي، كما أن معمل الكومبستينغ في الكورال في المتن، المنفذ من الجهات نفسها، لهو خير دليل على ما ينتظر المطار في حال تمّ الاستمرار في تنفيذ المعمل المذكور.

4. لجهة مصب نهر الغدير الذي يمر وسط مطمر الكوستابرافا ويساهم بشكل مباشر في التلوث الذي يصيب رواد المطار والقاطنين حول المطمر بشكل خاص، ويبقى الأهم لجم التلوث بدل اتخاذه عذراً للتمادي في إضافة روائح سامة وكريهة أخرى ناتجة عن المطمر إليه.

ختاماً، فإن الأضرار البالغة والمتحققة في الحالة الحاضرة هي ثابتة بما لا يقبل الشكّ، ومداها قد فاق بأشواط كل التوقعات والمعايير المسموح بها محلياً ودولياً مما لا يبرر استمرارها بأي شكل أو ذريعة لا سيما الضغوط السياسية، وبالتالي فإن التحالف ومعه جميع اللبنانيين هم بانتظار اتخاذ قرار قضائي جريء يبعد حياة وصحّة الناس عن أية تجاذبات مهما كان نوعها، فكيف وكل ذلك يصيب روّاد المطار الوحيد في لبنان الذي والحال هذه سيصبح قابعاً على مستوعب ومستنقع ضخم للنفايات الصلبة ومياه الصرف الصحي.