فوشيه: طرابلس كانت ضحية الصراعات الإقليمية مما جعلها أكثر هشاشةً في أوقات الأزمات

  • شارك هذا الخبر
Friday, July 19, 2019

قال سفير فرنسا في لبنان السيد برونو فوشيه بمناسبة توقيع إتفاقية بين منظمة "رواد التنمية" والوكالة الفرنسية للتنمية لتمويل مشروع في طرابلس: إنه لشرف لي أن أكون في دياركم للاضطلاع على الأنشطة التي تقومون بها من أجل سكان طرابلس وخاصة شباب أحياءها الأكثر هشاشةً.
طرابلس مدينة أساسية لاستقرار ورفاهية لبنان. يمكن لطرابلس أن تكون إحدى المحركات الاقتصادية في البلاد، نظراً لتاريخ مينائها وأسواقها. لكن طرابلس غالبًا ما كانت ضحية الصراعات الإقليمية، مما جعل هذه المدينة أكثر هشاشةً في أوقات الأزمات. عانت المجتمعات في أحياء جبل محسن وباب التبانة منذ فترة طويلة من الاشتباكات العنيفة التي تركت بصماتها على الجدران حولنا. في الآونة الأخيرة، ذكرنا الهجوم الذي أودى بحياة أربعة رجال أمن بهشاشة الوضع وأهمية الاستمرار في دعم جهود جميع الموجودين هنا للعمل من أجل السلام والأمن والارتقاء بوضع مدينة طرابلس.
تبين تجربة "رواد" أن العنف ليس قدراً محتماً. منذ عام 2012، تمكنت "رواد" من توجيه إبداع سكان جبل محسن وباب التبانة وطاقاتهم. تنبثق مشاريعكم مباشرة من الميدان، وهذه المقاربة تسمح للمجتمعات بأن تكون مستفيدة وشريكة في آن واحد.
من خلال تنشيط النسيج الاقتصادي المحلي، تمنح مبادراتكم الناس الثقة بكم والإيمان بقدرتهم على إيجاد الوظائف. يسمح نهجكم الشامل للشباب والكبار في السن والنساء والرجال من جميع المجتمعات بأن يشاركوا فعلاً في تنمية مدينتهم. إن الديناميكية التي تمكنت منظمة "رواد" من إرساءها تظهر أنه بإرادة وحماسة جماعيتين، يصبح الشعور بحياة أفضل ممكناً، حتى في الأحياء التي يسودها العنف.
يهدف المشروع الممول من الوكالة الفرنسية للتنمية، والذي يندرج في استمرارية المبادرة الفرنسية الأولى التي تم إطلاقها في عام 2016، إلى دعم هذه الديناميكية الداخلية.
بعد دعم التدريب المهني وإتاحة فرص العمل للشباب، نريد الآن أن نزداد طموحًا: سننشئ صندوقًا استثماريًا مخصصًا لإطلاق وتطوير شركات صغيرة ومتوسطة الحجم لا سيما الشركات في الأحياء المحيطة.
سيقوم الشباب المستفيدين من منح دراسية في منظمة "رواد" بمرافقة الشركات المحلية في نموهم وبالتالي سيستفيدون من تجربة مهنية بناءة. هدف المشروع هو استحداث فرص العمل، ومد الجسور بين المجتمعات بهدف تحسين الظروف المعيشية للسكان بشكل مستدام.
يمكن لطرابلس وللبنان أن يفتخرا بعمل منظمة "رواد" المتميز. تم اختيار منظمتكم غير الحكومية أيضًا لمشروع بناء القدرات بتمويل فرنسي. سيسمح لكم هذا البرنامج بتقوية هيكلية منظمتكم وضمان استدامة أفعالكم، من أجل رفاهية سكان هذه الأحياء، ومن أجل السلم الأهلي والتعايش في طرابلس ولبنان.
أود أن أهنئ فريق "رواد" بحرارة على عملهم وأن أشيد إشادة خاصة بالنساء المبدعات اللواتي يترأسن الجمعية بروح من الالتزام الدؤوب لخدمة الفئات الأكثر هشاشةً.
أخيرًا، أشكر هلا فاضل على نشاطها ومثابرتها. من دونك، ومن دون التزامك اليومي من أجل لبنان، ما كان هذا المشروع ممكنًا. لذلك، يسعدني أن أوقع الاتفاقية التي تربطكم بالوكالة الفرنسية للتنمية.