لبنان يحتاج إلى فتح الطريق أمام عودة سعودية قوية

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, July 16, 2019

يطالب محللون لبنانيون بعدم النظر إلى زيارة رؤساء الحكومة السابقين من زاوية طائفية مرتبطة بالسعودية، لأن الرياض من خلال موفديها وسفيرها في بيروت، نجحت في نسج علاقات متجذّرة مع تيارات وشخصيات لبنانية غير سنّية وغير مسلمة، وباتت محجّا للعديد من الشخصيات اللبنانية التي تتردد على السعودية باعتبارها داعما لخيارات لبنانية تدافع عن منطق الدولة وعن علاقات البلد السليمة مع العرب في مواجهة منطق الدويلة الملتصقة بخيارات نظام الولي الفقيه في طهران.

بيد أن مصادر سياسية لبنانية مسؤولة قالت إنه على الرغم من أهمية هذه الزيارة وما صدر عنها من تصريحات متفائلة، إلا أن لبنان بات يحتاج إلى أكثر من دعم سياسي موضعي، وأن مواجهة المدّ الإيراني في لبنان والمنطقة تستلزم سياسة سعودية خليجية عربية أكثر حيوية في مجالات الدعم المباشر الأمني والاقتصادي والعسكري، وحضورا أكثر اتساعا وتماسكا داخل لبنان يعيد العرب بشكل وازن إلى الداخل اللبناني على نحو يتواكب مع التحولات المقبلة والتي تعمل على محاصرة وشل النفوذ الإيراني في دول المنطقة بما في ذلك في لبنان.

وتعوّل المصادر المسؤولة كثيرا على الدعوة التي وجهتها السعودية لرؤساء الوزراء السابقين كما على الوعود التي تم الحديث عنها بشأن الخطوات السعودية نحو الدولة اللبنانية.

بالمقابل يقول مراقبون إن "لبنان يحتاج بدوره إلى أن يفتح الطريق أمام عودة سعودية قوية، وألا يكتفي بانتظار الدعم المالي السعودي وتوظيفه في مسارب تقود إلى تثبيت التوازن الحالي الخادم لحزب الله ونفوذ إيران".

ويضيف هؤلاء أن "السعودية الجديدة باتت توازن بين الدعم السخي الذي تقدمه في المنطقة ومواقف الدول والجهات المعنية بما يتماشى ورؤية الرياض للقضايا الإقليمية ومصالحها، وأنه من غير المنطقي أن تضخ دعما لبلد تستمر فيه مواقف الطيف الأعم مناوئة لها".

العرب