"الكلمة أونلاين" يكشف عن صواريخ تكتَّم عليها نصرالله .. والقوات: مش ناطرين يعطينا credit

  • شارك هذا الخبر
Sunday, July 14, 2019

خاص- الكلمة أون لاين

أليزابيت أبو سمره

هو هو .. وكعادته .. في كل إطلالة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ردة فعل لبنانية أصبحت اعتيادية لدى من يحبه ومن ينتقده: "عن شو بدو يحكي؟ في حرب؟"
في الخصوم والوفاق، كيف حُللت مواقف نصرالله سياسيا وعسكريا أثناء المقابلة الخاصة على قناة المنار في ذكرى حرب تموز؟

وطبعا على رأس الخصوم .. إنها القوات اللبنانية التي علقت على الشق السياسي لمواقف نصرالله، إذ اعتبر عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي سعد أنه ما من رضى عن ممارسات حزب الله "غير الشرعية" في الداخل كما في الخارج.
(وهنا سجل سعد ملاحظة أن القوات تحترم حزب الله كونه يملك كتلة منتخبة من الشعب اللبناني.)

سعد انتقد وضع نصرالله "الجالس مرتاح على وضعو" ويتكلم لغة لا يفهمهاأحد. وتابع سعد: إلى أي مدى يصل صاروخ حزب الله في إسرائيل؟ ومن سيدمر إسرائيل؟ ومن سيعيد الآخر إلى العصر الحجري؟ كل هذا لا يهمنا كمواطنين، بل المطلوب بنى تحتية، وقطاع كهربائي وقطاع تربوي ناجح وسياحة موفقة واستقرار.

وعوّل سعد على وقف ممارسات حزب الله، مذكرا أن السلاح غير الشرعي والفساد هما أكبر مَرَضان ينخران الدولة اللبنانية ومستقبل الجيل المقبل، مشيرا إلى الإتفاق على النأي بالنفس، نظرا إلى وجود الطرفين في حكومة واحدة تضمّن بيانها الوزاري بند النأي، والعقوبات الأميركية خير دليل على مواقف القوات في هذا الإطار: أضاف سعد.

نصرالله اثنى على موقف القوات بشخص رئيسها الدكتور سمير جعجع بشأن معارضة صفقة القرن والتوطين. ولكن سعد رد بشكل مباشر: "نحنا مش ناطرين يعطينا credit ، ومنفضّل نضلّ على خصومة واضحة بالسياسة" وليوقف ممارساته التي تجرّ البلد إلى الويلات." وأضاف أن عليه تسليم سلاحه للدولة ويوقف كل نشاطاته خارج نطاقها.

رفض نصرالله مسألة التوطين شرحها سعد بأن ليست نقطة الخلاف بين الطرفين، وأن الجميع يرفض الأمر، واعتبر أن هدف نصرالله من معارضة التوطين هو الحفاظ على القضية الفلسطينية، بعيدا عن التحليلات الديمغرافية الطائفية، لأن الأمر ليس خفيا على أحد، فالخلل التوازني الطائفي أصبح واقعا في لبنان بعلم الجميع، مؤكدا أن الهاجس الديمغرافي على خلفية التوطين لم يعد قائما في هذه المرحلة، "فقد ولى زمنه.

هل يدافع حزب الله عن القوات، وزراء ونواب؟ يجيب سعد: ثمة هناك إشارات إيجابية، ولكن تتوقف عند اللفظي من دون أي مسوغ فعلي أو ترجمة، وذلك نظرا للخلاف الإستراتيجي بين الطرفين.

أما في الشق العسكري لخطاب نصرالله، فأكد العميد المتقاعد هشام جابر على القوة العسكرية التي يملكها حزب الله ضد إسرائيل، مفنّدا صواريخ حزب الله القادرة على تدمير آخر نقطة من الأراضي المحتلة، وشرح المسافات التي قصدها نصرالله في كلامه.

فنصرالله أكد أن المقاومة تستطيع استهداف المواقع الإسرائيلية حتى إيلات، وأن شمال الأراضي المحتلة هو في دائرة نيران حزب الله، كما أن الشريط الساحلي وطوله ما بين 60 إلى 70 كلم وعرض 14 إلى 20 كلم، ما يعني أن المسافة أضيق، فسرها جابر بأن مسافة 60 إلى 70 كلم على الساحل الإسرائيلي تدل على موقع منشآت حيوية وأساسية واستراتيجية للعدو، ملمحا إلى أن حزب الله قادر على استهداف هذه المواقع بدقة.

جابر لم يقدم معلومة يعرفها وحده، بل ذكّر بما قدّرته إسرائيل أن حزب الله يملك 150 ألف صاروخ أرض – أرض بين قصير ومتوسط وطويل المدى. وألمح إلى إمكانية ضرب الجليل الأعلى لما يحمله من أهمية استراتيجية للمستوطنات، جازما أن "سقوط الجليل الأعلى، يعني أخذ المستوطنات رهائن."

جابر أثنى أكثر من مرة على تكتم نصرالله عن القدرات العسكرية، ولكنه نسب المعلومات إلى ما يعرفه العدو منذ عام تقريبا عن قدرات حزب الله من صواريخ أرض – بحر التي تحمل إسم "يوخونت".

وفي السياق السوري، فسر جابر كلام نصرالله عن تقليص عديده في سوريا يعود إلى وقف الحرب في عدد من المناطق وخصوصا أنه لم يعد يلزم بقاء عناصره في ريف حماة الشمالي، ولكن إذا لزم الأمر يعود وبسرعة لتقديم المساعدات الكافية. كما أشار جابر إلى أسباب لبنانية ومالية لتقليص عدد عناصر حزب الله في سوريا، كون الحرب تكلف مبالغ طائلة، فهو غير مضطر إلى تكبد هذه التكاليف إذا لم يكن بحاجة إليها.

كما أن السبب اللبناني وراء قرار حزب الله هو انتقاد الكثيرين لوجوده في سوريا، فهو هنا يردّ بأنه لم يكن في سوريا إلا للضرورة الملحة وبالتالي عندما لم يعد هناك ضرورة فهو ينسحب.

خطابٌ صادق وواضح وممتاز وذكي جدا، والكل يقتنع به: ختم جابر قراءته في خطاب الأمين العام لحزب الله.