خاص- الحريري- جنبلاط: خلاف لن ينتهي

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, June 26, 2019

خاص- الكلمة اونلاين

ليست التعيينات وحدها هي سبب الخلاف بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحكومة سعد الحريري، ولا رسالة الواتس اب القاسية التي ارسلها جنبلاط الى مدير عام قوى الأمن الداخلي على خلفية اعتراضه على تعيينات داخل قوى الأمن حصلت منذ عشرة اشهر، فالتعيينات هي عنوان هامشي من عناوين الخلاف الأساسية بين الحليفين اللدودين اللذين انتقلت علاقاتهما من الوقوف معاً على مسرح ١٤ آذار لطرد الجيش السوري من لبنان وصولا الى وصف كل منهما الآخر بقلة الوفا وبالكذب.

عندما ارتفعت وتيرة الخلاف تدخل رئيس مجلس النواب نبيه بري لوقف الحرب التويترية وفرض هدنة على مواقع التواصل الاجتماعي فاتصل بكل من الحريري وجنبلاط حيث تقرر عقد اجتماعي بين رجلي الوساطة الدائمة، الا ان ممثل التقدمي الاشتراكي وائل بو فاعور رفض زيارة بيت الوسط فزار كليمنصو ممثل المستقبل النائب غطاس خوري.
نقل احد نواب اللقاء الديموقراطي عن الرئيس بري انه لن يسمح بان تصل الأمور الى هذا الحد لانه يؤثر على مسار النقاش في مجلس النواب حول الموازنة، وعلى ملفات اخرى، وعلى التعيينات بحد ذاتها، وأنه لن يتخلى عن جنبلاط، وفي المعلومات فان اكثر من جهة تدخلت بين الجانبين مثل رؤساء الحكومات السابقين فؤاد السنيورة نجيب ميقاتي وتمام سلام كذلك تدخلت النائبة بهية الحريري.

صحيح ان بوفاعور وخوري استطاعا ان يهدءا النفوس الا ان المصالحة خارج قدرتهما اذ ان الخلاف بين الزعيمين عميق جداً. فجنبلاط يرى، في الاساس، ان المشكلة مع الحريري تعود الى التسوية الرئاسية، ويعتبرها تسوية الغائية لكل الأطراف السياسية لاسيما الحزب التقدمي اضافة الى القوات اللبنانية التي هي جزء من التسوية لكنها تحولت الى ضحيتها. فما يحصل اليوم، بحسب جنبلاط، هو تهديد لاتفاق الطائف وتخط لصلاحيات رئاسة الحكومة اذ يتهم الحريري بالتفريط بصلاحياته، في حين ان التسوية الرئاسية بالنسبة الى الحريري هي عنوان المرحلة وان التسوية هي التي انجدت لبنان من أتون خطير...

صحيح ان التعيينات جزء من الخلاف الأكبر، لكنها استحقاق مهم ومفترق أساسي في العلاقات بين جنبلاط والحريري، فهل يمشي الحريري برغبات حليفه باسيل ويتخطى مخاوف جنبلاط، أم يراعي الحيثية الجنبلاطية، ويفرض التهدئة الموقتة؟

في أي حال هدأت في الظاهر بين المختارة وبيت الوسط وتجري اتصالات على اعلى المستويات لطي الصفحة، وفي حال نجحت قد يلتقي الرجلان، لكن الأمور لن تعود الى طبيعتها لان اساس التوتر والخلاف لن يزول مع تمسك الحريري بالتسوية مهما كان الثمن.