ميشال ابي نادر إلى مثواه الأخير ورئيس الجمهورية منحه وسام الإستحقاق الفضي

  • شارك هذا الخبر
Saturday, June 22, 2019

ودعت عبدللي في البترون إبنها رجل الأعمال المهندس ميشال ليشاع أبي نادر، عضو مكتب مجلس الأمناء في المؤسسة المارونية للانتشار والعضو الفاعل في جامعة قدامى الحكمة، في مأتم رسمي وشعبي أقيم في كنيسة مار جرجس في عبدللي، شارك فيه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بالنائب ألان عون الذي وضع على نعش الفقيد وسام الإستحقاق اللبناني الفضي ذي السعف، الذي منحه رئيس الجمهورية للراحل، تقديرا لعطاءاته في خدمة لبنان.

ترأس الصلاة لراحة نفسه رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بمشاركة راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، رئيس الرهبانية اللبنانية الأباتي نعمة الله الهاشم ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات.

كما شارك في صلاة الجناز، النائب جورج عطالله ممثلا وزير الخارجية جبران باسيل، النائب تيمور جنبلاط والنائب نديم الجميل وعدد من الوزراء والنواب السابقين، رئيس وأعضاء المؤسسة المارونية للانتشار وممثلو هيئات نقابية وإقتصادية ومالية ومصرفية وإجتماعية.

وفي ختام الصلاة، تلا أمين سر البطريرك الراعي الخوري شربل عبيد، الرقيم البطريركي وجاء فيه: "البركة الرسولية تشمل بناتنا وأبناءنا الأعزاء: كلود نعيم عون، زوجة المرحوم المهندس ميشال ليشاع أبي نادر، وأولاده وشقيقيه وشقياته وعائلاتهم، وسائر ذويهم وأنسبائهم في الوطن والمهجر المحترمين.
آلمتنا كما آلمتكم في العمق وفاة عزيزكم وعزيزنا المهندس ميشال الذي التقيناه آخر مرة يوم الجمعة الماضي في اجتماع السينودس المقدس، والذي قصفته من بينكم نوبة قلبية حادة، وهو بعد في الثالثة والسبعين من العمر. فإنا نشارككم الأسى والصلاة، ونحن في عيد خميس الجسد، وكلنا رجاء أن القربان المقدس الذي كان يتناوله في حياته هو طريق عبوره إلى بيت الآب.
إنه إبن عبدللي العزيزة، وسليل أسرة كريمة. والده الشيخ ليشاع أبي نادر الذي اختارته البلدة مختارا لها لمدة أربعين سنة، ووالدته ثريا ناصيف، وعمه الخوري مارون أبي نادر الذي خدم لسنوات في الولايات المتحدة الأميركية. في هذا البيت الكريم، والبيئة الاجتماعية والروحية المنفتحة على الناس والمجتمع، تربى على القيم الروحية والأخلاقية، وعلى العلم الرفيع هو وشقيقاه وشقيقاته الخمس. فكان لكل واحد وواحدة منهم اختصاصه وشهادته الجامعية العليا. أما المرحوم ميشال، فمن بعد دروسه العادية في مدرسة الحكمة، تخرج من جامعة القديس يوسف بشهادة دكتورا في الهندسة المدنية والمعمارية. ووطد علاقة المودة مع أخويه وأخواته وعائلاتهم وشاطرهم أفراحهم وأحزانهم.
إرتبط في سر الزواج المقدس بشريكة حياة فاضلة، هي السيدة كلود نعيم عون. عاشا معا حياة زوجية مخلصة وسعيدة باركها الله بثمرة الأبناء الثلاثة. فربياهم أحسن تربية، وأمن لهم من تعبه العلم الجامعي الرفيع. فتخصص كبيرهم بإدارة الأعمال، وتخرج الإثنان الآخران في علوم الهندسة، وأسسا شركتين خاصتين، وسر بهما ينشئان عائلتين، فكان الأحفاد بهجة قلبه".

أضاف: "دخل المرحوم ميشال معترك الحياة، فأعطى دروسا في علم الهندسة في كل من جامعة القديس يوسف، والجامعة اللبنانية، وجامعة الروح القدس - الكسليك. وأسس فور تخرجه مؤسسة حاملة إسمه أتبعها بثلاث شركات في حقل البناء. فاكتسبت شهرة في لبنان ودول الخليج وأفريقيا، فارضة نفسها في أكثر من عشرة بلدان، حيث نفذ مشاريع معروفة. ولهذا السبب لقب بصاحب القلب القوي والخطوات الجريئة والرؤية الصائبة. أما في لبنان، وعلى مستوى أبرشية بيروت، فقد نفذ بناء كنائس ومدارس في عهدي المثلث الرحمة المطران خليل أبي نادر، والمطران بولس مطر رئيس أساقفتها، فضلا عن كونه عضوا فاعلا في مجلسها الاقتصادي.
أحب بلدته عبدللي وأهلها، وساهم في مشاريع الرعية وعلى الأخص في بناء قاعتها الرعائية. إنتسب إلى الرابطة المارونية والمؤسسة المارونية للانتشار، من أجل خدمةٍ أفضل على الصعيد العام.
وها كلهم اليوم في حزنٍ كبير على غياب شخصٍ محبٍ ومعطاءٍ وخلوقٍ ومخلص. لكن العزاء يأتينا من كون المرحوم المهندس ميشال ينتقل إلى البيت السماوي الذي "لم تصنعه أيدي بشر" (2كور1:5) لينعم بالمشاهدة السعيدة، ويكون لدى العرش الإلهي خير شفيع لكل أحبائه، ولكم جميعا.
على هذا الأمل واكراما لدفنته وإعرابا لكم عن عواطفنا الأبوية، نوفد إليكم سيادة أخينا المطران بولس مطر، رئيس أساقفة بيروت، السامي الإحترام، ليرئس باسمنا حفلة الصلاة لراحة نفسه وينقل إليكم جميعا تعازينا الحارة.
تغمد الله روح فقيدكم الغالي بوافر الرحمة، وسكب على قلوبكم بلسم العزاء.
عن كرسينا في بكركي، في العشرين من شهر حزيران سنة 2019.
+ الكردينال بشاره بطرس الراعي، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق".