خاص - أبرز أوراق القوة عند الحريري "الجديد"...؟!

  • شارك هذا الخبر
Sunday, February 17, 2019

خاص - alkalimaonline

حمل خطاب ذكرى 14 شباط لرئيس الحكومة سعد الحريري عبارات عكست نهجا اقتصاديا وسياسيا للمرحلة المقبلة، بحيث بدا ان على عاتق هذا الرجل مسؤوليات عليه أن يترجمها وإن أدت الى احتكاك مع قوى سياسية لا تريد ممارسة العمل السياسي بشفافية ووضوح، لا سيما في ما خص المشاريع المنوي تنفيذها على أكثر من صعيد خدماتي وانمائي وكهربائي.

وكان سبق مواقف الحريري كلاما له في المنتدى الذي انعقد في الامارات وحمل اصرارا على الاندفاع لنقل البلاد نحو مصاف أكثر تطورا وشفافية، بهدف تأمين فرص عمل لأبناء الوطن وتحويل لبنان في الوقت ذاته محطة آمنة للسياح الخليجيين، واللافت في الكلام أن الحريري الذي يلقى كل الدعم السعودي، وبعيد زيارة وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف، أكد على حيادية لبنان وإبعاده عن المحاور الاقليمية لما فيه مصلحة ابنائه وحفاظا على الاستقرار، وذهب في كلامه الى حد اعلان مواجهته لكل من يريد اعاقة انطلاقة البلاد، وكذلك غمز من قناة النائب السابق وليد جنبلاط في ما خص الحفاظ على اتفاق الطائف، والحريري الجديد كما يردد مرارا رئيس الحكومة بدا أكثر تجليا في هذا الخطاب، لا سيما انه يمثل العمود الفقري للحكومة من موقعه كرئيس لها.
اجاد الحريري اعطاء الثقة بالبلد وبالحكومة بعد مرحلة من التجاذبات وتبادل الاتهامات على اكثر من صعيد، وايضا بعد مرحلة من القلق الاقتصادي في ظل ازمة واضحة بأن الخروج منها يقتضي الانصراف نحو تفعيل القطاعات الانتاجية في البلاد وبداية تسييل وصرف اموال مؤتمر سيدر بشفافية لكون ذلك هو الفرصة الاخيرة لاخراج لبنان من انحداره.

بدا الحريري الجديد رئيسا لكل اللبنانيين بتعدد مذاهبهم وانتماءاتهم السياسية وتمكن من ان يحقق صدمة ايجابية بأن الوقت الضائع الذي خسرته البلاد ممكن تعويضه اذا ما صحت النوايا وانصرف الجميع للاهتمامات الضرورية بعيدا عن المزايدات وتسجيل النقاط على بعضهم.

في 14 شباط 2019 يؤكد الحريري للمرة الجديدة بأنه حاجة متعددة الابعاد، ليس فقط دوليا وعربيا بل أيضا لبنانيا رغم الانقسامات التي تمكن من تجاوزها لصالح توحيد الرؤية تحت مظلة الحفاظ على الاستقرار وتفعيل الانتاج.لا سيما ان المبادرات السياحية -الاقتصادية السعودية تجاه لبنان ومكاسب مؤتمر سيدر كانا نتيجة الرصيد االشخصي الذي يتمتع به.

وفي خطوة لافتة تتضمن اشراك الآخرين في المسؤولية التي على عاتقه، اصر الحريري على قوله بأنه اتفق مع كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري على تحويل مجلس النواب الى خلية عمل، واضعا الجميع امام مسؤولياتهم اذا ما اخل احد ما بالتزامه بعد ان اصر على التمسك بأوراق القوى بين يديه التي تتميز بعدم ادخال لبنان بأي محور عربي او دولي واصراره على المواجهة في المستقبل منعا لعرقلة الحكومة بهدف تحقيق رؤيته الاقتصادية وخياره السياسي.

Samar Faddoul
Alkalima Online