خاص - معارك وجودية في المتن.. أي أحجام ستفرزها التحالفات الجديدة؟

  • شارك هذا الخبر
Friday, November 26, 2021

خاص - الكلمة أونلاين

زينة عبود

على حلبة الصراع الانتخابي في دائرة جبل لبنان الثانية أي المتن الشمالي، الحسابات مرهقة وصعبة هذا العام حيث يجري التنافس على ثمانية مقاعد مسيحية توزعت في انتخابات عام 2018 على أربع لوائح، ولكن كيف تبدو الصورة اليوم في هذه الدائرة؟

الجميع ينكبّ على رسم الخطوط العريضة لخارطة التحالفات الانتخابية إلا أن ساعة حسم الخيارات لم تحن بعد، بانتظار البتّ أولا بالطعن المقدّم الى المجلس الدستوري بتعديلات قانون الانتخاب ودعوة الهيئات الناخبة للبناء على الشيء مقتضاه والشروع رسمياً في عملية تنقيح قوائم أسماء المرشحين.

في نظرة أولية شاملة، يبدو واضحا خلط الأوراق على كل الجبهات التي وإن كانت تبقي على ثوابت معينة إلا أنها تدرس بعض المتغيّرات التي تعتزم إدخالها على تحالفاتها الانتخابيّة بغية الحصول على مقاعد إضافية، وذلك بالاستناد الى نتائج استطلاعات الرأي التي تكشف الواقع التمثيلي لكل حزب على الأرض.

بعد استطلاع آراء المنتسبين الى التيار الوطني الحر، يجري حاليا استطلاع آراء الملتزمين مع التيار والمؤيدين له على حدّ سواء وصولا الى المرحلة الثالثة والتي تشمل الدائرة الانتخابية الكبرى.

وإن كان التيار صاحب قوة وازنة في المتن الشمالي، فقد علم موقع "الكلمة أون لاين" انه يعتزم تغيير تكتيك اللعبة الانتخابية هذا العام في العديد من الدوائر ومنها المتن حيث سيقوم بتبديل أسماء مرشحيه مع زيادة عدد أولئك المنتسبين اليه على اللائحة من ثلاثة الى اربعة مرشحين، وذلك في ضوء دخول قوى المجتمع المدني على خط المنافسة.

وعليه، تؤكد مصادر مطلعة على الورشة الانتخابية داخل التيار، ان نتائج الانتخابات الداخلية بمراحلها الثلاث تبقى غير ملزمة لقيادة التيار التي تلتزم بصاحب الرقم الأعلى، وفي حالة المتن هو النائب ابراهيم كنعان الذي يضمن فوزه عن المقعد الماروني فيما لا شيء مؤكدا بالنسبة الى النائب إدي معلوف وهشام كنج وإن كانا قطعا شوطا كبيرا وباتا مرشحَين محتملَين. وتضيف المصادر ان المقعد الكاثوليكي محسوم مبدئياً لمعلوف، بينما أرثوذكسياً قد يكون مرشّح التيار هو هشام كنج في وقت يجري البحث في إمكانية ترشيح أرثوذكسي ثانٍ هو الياس بو صعب الذي لم يحسم أمره حتى الساعة.

وتقرّ أوساط التيار بأن القاعدة الشعبية في المتن قد تتأثّر سلباً هذا الاستحقاق مع دخول قوى المجتمع المدني والشخصيات المستقلة على الخطّ وسحب بعض الأصوات من تحت بساط التيار لكنها تشدد على أن التيار لا يزال مرتاحا.

أما على خط التحالفات، فقد عُلم ان اجتماعين عُقدا بين كنعان ورئيسة اتحاد بلديات المتن ميرنا المر في دارة آل شختورة في الدكوانة وكان من المتوقع أن يتوّج هذا التواصل تحالفاً في الانتخابات إلا أنه بعد عدم استقالة السيدة المر للترشح يمكن القول ان ميرنا المر باتت اليوم خارج الحلبة النيابية، في حين لا تواصل مع ميشال الياس المرّ لا مع القوات ولا مع التيار فهل نشهد تحالفاً بينه وبين الكتائب ضمن تخريجة "آل المر ليسوا حزبا من أحزاب السلطة التي نعارضها"؟ خصوصا أن ميشال الحفيد سبق أن اجتمع مرّتين بنائب الكتائب الياس حنكش وبقيت المداولات طيّ الكتمان.في وقت يبدو أن ميشال غابي المر لا يعتزم الترشح حتى الآن خشية التلهي عن طفلته المدلّلة "أم تي في"، علماً أنه إذا عاد واتخذ قرار الترشّح فهو شخصية فاعلة وقوية في المتن نظرا الى باعه الطويل وقدرته الإعلامية التي تخوّله دخول المعركة الانتخابية من بابها العريض، والمصادر تؤكد أنه سيكون حليفاً قويا لحزب القوات اللبنانية.

في الوقت ذاته تفتح شهية اللاعبين على الساحة المتنية لاستمالة ناخبي "المرّ الأب" الى صفّهم أكان القوات أو الكتائب او التيار.

بالنسبة الى حزب الكتائب اللبنانية، يُعتبر المتن عقر داره وهو اليوم متحالف مع القوى التغييرية المعارضة رغم أنه لم يعلن عن أي ترشيحات رسمية حتى الساعة، غير أن الأوساط الكتائبية تحسم ترشيح رئيس الحزب النائب سامي الجميل والنائب الياس حنكش اللذين يضمنان فوزهما، فيما العمل جار على الحصول على مقعد ثالث لكن لا شيء مضمون حتى الآن.

وفيما علم موقع "الكلمة اون لاين" ان حزب الكتائب الذي يسعى الى زيادة حجم كتلته النيابية، رصد تواصل بين قيادة الحزب وقوى التغيير والنائب السابق غسان مخيبر الذي عقد اجتماعات موازية مع حزب القوات اللبنانية وهو اليوم يدرس خيار الترشح على واحدة من هاتين اللائحتين.

كذلك فإن نقيب المحامين السابق ملحم خلف قد يترشّح عن المقعد الارثوذوكسي في المتن، وإن فعل فسيكون على لائحة الكتائب المتحالفة مع القوى التغييرية المنبثقة من المجتمع المدني.

معركة عام 2022 في المتن حامية وأساسية بالنسبة الى القوات اللبنانية التي تطمح لزيادة حجمها في هذه الدائرة للحصول على مقعدين كحدّ أدنى وربّما ثلاثة، وللغاية تنكبّ على جوجلة الأفكار والأسماء والتحالفات الممكنة، وفق ما أكدت المصادر المواكبة للتحضيرات الانتخابية التي تعتبر ان حزب القوات هو صاحب نضال كبير في المتن حيث لطالما حاربته باقي القوى وقد أتاح له القانون النسبي الحالي أن يظهر حجمه في هذه الدائرة، بانتظار الانتهاء من مرحلة استطلاعات الرأي واستمزاج آراء الحزبيين والمناصرين قبل الشروع في عملية تسمية المرشحين في الدوائر.

وتتركّز حسابات القوات في المتن الشمالي على تأليف لائحة بالتعاون مع بعض الأطراف القريبة من خطها السياسي والقادرة على تأمين حواصل إضافية تصبّ في صالح الحزب انتخابياً.
في الكواليس، يجري الحديث عن استبعاد النائب إدي ابي اللمع عن قائمة المرشحين في المتن، وإن كانت تؤكد المصادر أن القرار النهائي بهذا الخصوص لم يُتّخذ بعد على مستوى القيادة القواتية، لكن في حال كان الخيار هو ترشيح شخصية بديلة لأبي اللمع فإن ذلك سيكون بناء على ما تقتضيه ضرورة التحالفات تحقيقاً لمصالح انتخابية معينة وليس انتقاصا من جهود أبي اللمع في منطقته.

عليه، يبقى القرار النهائي في ما خصّ الأسماء رهن توزيع الأصوات التفضيلية والصراع عليها ضمن أعضاء اللائحة الواحدة وهذا الأمر لا يزال مبكراً حسمه، كما ان القوات ترصد ترشيحات الخصوم للبناء على الشيء مقتضاه.
في بورصة الأسماء، يتصدّر الوزير السابق ملحم رياشي قائمة المرشحين الى المقعد الكاثوليكي في المتن رغم انه شخصيا لا يزال في موقع المتريث ، بحسب المصادر القواتية التي تصف مرشحها المرتقب عن المقعد الماروني رازي الحاج بأنه "من عضام الرقبة" وان شاء الله يُتخذ القرار المشترك بأن يكون في عديد مرشحي القوات.
الحاج الذي لم يوفّق في استحقاق 2018، يعتزم خوض المعركة مجددا هذا العام شرط ان تضمن له استطلاعات الرأي إمكانية فوز لا تقلّ عن خمسين بالمئة، ما يعني ان مسألة ترشحه تبقى غير محسومة إلا إذا كانت فرص فوزه عالية. ويلفت مصدر مقرب من الحاج الى ان الأخير وفي حال لم يتفق مع القوات قد يتجه الى خيار الترشح مستقلا مع مجموعة من المرشحين المستقلين نافيا بذلك التحليلات عن احتمال تحالف الحاج مع الكتائب رغم انه لا يرى فرقا في السياسة الاستراتيجية بين القوات والكتائب لكن يقول المصدر "رازي الحاج لا يمكن ان يكون في موقع يضر بالقوات".

في الأسماء المتداولة ايضا للترشح على لائحة القوات هذا الاستحقاق، رجل الاعمال سركيس سركيس الذي يثمّن له الحزب دوره الخدماتي اجتماعياً وصحياً وكنسيّاً، إلا أن سركيس لا يزال يدرس حظوظ فوزه على لائحة القوات او الكتائب أو حتى على لائحة مستقلّة، والقرار يتّخذه في ضوء التحالفات التي ستشهدها المرحلة المقبلة بما يتلاءم مع مصلحته الانتخابية، في ظل الكلام عن توجهه لتشكيل لائحة
في اجتماعات القوات يجري التداول بأسماء مستقلة قد تكون مرشحة على لائحة الحزب في المتن منها سعيد مالك، كميل أبو سليمان، شكري مكرزل..

وتشهد الدائرة ايضا تحركات لمستقلين بخلفية سياسية اسوة بالدكتور كميل الفريد شمعون والدكتور الفريد الرياشي اللذين ينسقان بشكل مرتفع، فيما سلمان سماحة عضو الجبهة السيادية يتواصل مع فعاليات متنية للتباحث في تشكيل لائحة ذات طابع سيادي، بينما لم تظهر بعد حركة مرشح حزب الوطنيين الاحرار ووجهة تحالفاته.
إذا ستشهد المنطقة تحالفات مستجدة تحت السقف السياسي لكل فريق كما كان الحال سابقا لكن هذه المرة يشهد المزاج الشعبي تبدلا مغايرا من المنتظر ان تظهر معالمه في الصناديق وتعكسها النتائج التي لا يتوقعها بدقة حتى المرشحون أنفسهم...