خاص- حركة أمل تخنق التيار إنتخابيًا... ما موقف الحزب؟- محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Monday, October 25, 2021

الكلمة أونلاين- محمد المدني
خاص

يوم بعد يوم، تثبت الوقائع والبيانات والصراعات أن العلاقة بين حركة أمل والتيار الوطني الحر غير قابلة للحياة، ولا النقاش ولا التفاهم ولا حتى ربط النزاع، وعشية الإنتخابات النيابية العامة التي ستجري في 27 آذار 2022 سنشهد جولات وجولات من هذا الصراع القديم الجديد.

لم يعد بإستطاعة حزب الله، حليف التيار الوطني الحر وحركة أمل، أن يبقى على الحياد، خصوصاً أن الإنتخابات النيابية على الأبواب والتحالفات تحتاج إلى حد أدنى من التفاهم الغائب عن علاقة أمل والتيار، لذلك فإن العلاقة السيئة بين حليفي الحزب تدخله في أزمة جدية لجهة إجباره على الإختيار بين التيار وأمل كحليف جدي للإنتخابات النيابية.

تؤكد مصادر مقربة من الثنائي الشيعي، أن التيار وأمل لن يتواجدا في لوائح واحدة إلى جانب الحزب وبعض القوى السياسية الأخرى على غرار ما حصل في إنتخابات عام 2018، لذلك على حزب الله الإختيار بينهما، ومن المرجح أن يقع الخيار على حركة أمل لأن الثنائي حريصان على إبقاء التحالف بينهما متماسكاً وقوياً في هذه الظروف ويجدان أن مصلحتهما تقتضي الوحدة في وقت تموج المنطقة ولبنان بتحديات وفتن متنوعة خصوصاً في ملف تفجير مرفأ بيروت وتحقيقات القاضي طارق البيطار، كما أن لا مصلحة للخلاف حول الحصص والنسب وأي قضية يمكن أن تؤدي إلى مشاكل في البيت الشيعي.

إن إقصاء التيار الوطني الحر من اللوائح الإنتخابية التي يتواجد بها حزب الله من شأنه أن يضر بالتيار، وعلى سبيل المثال، خاض التيار إنتخابات 2018 إلى جانب الحزب وأمل، وقد فاز بمقعدين مارونيين، لكن حسابات اليوم تختلف عن حسابات الأمس، لأن التيار بدون الأصوات الشيعية لن يستطيع الحصول سوى على مقعد واحد في بعبدا للنائب آلان عون. أيضًا في البقاع الغربي، لن يتمكن التيار من إيصال مرشح له عن المقعد الأرثوذكسي، علمًا أنه تحالف مع أمل في الدائرة وتمكنا من إيصال نائب رئيس مجلس النواب إيلي فرزلي إلى الندوة البرلمانية، بالإضافة إلى دائرة كسروان - جبيل حيث للثنائي الشيعي تواجد جدي، ما قد يؤدي إلى دعم الثنائي للوائح المقابلة للتيار الوطني الحر، مع الإشارة إلى أنه عام 2018 وبعدما حسم التيار خياره بعدم مشاركة الثنائي في لائحته، اتجه الثنائي إلى البحث عن شريك ماروني قوي في هذه الدائرة وكان فريد هيكل الخازن هو من وقع عليه الإختيار.

وتشير المصادر نفسها، إلى أن مواقف التيار الأخيرة لا تساعده في إعادة ترتيب علاقته مع حزب الله، خصوصاً أن لدى قيادتي الثنائي وعي وإصرار على تجاوز هذه المرحلة وعدم تخريب البيت الشيعي بمناكفات لا جدوى منها، وسيكون هناك لقاءات عدة لكوادر الحركة والحزب والقاعدة الشعبية لتفهم خطورة المرحلة وضرورة تعزيز التضامن الشيعي وعدم السماح لأي أحد بتخريب العلاقة، وذلك لوضع الناس أمام حقيقة الصراع الجاري، وبالتالي عدم التهاون مع أي شقاق يرمي إليه الأعداء تحت عناوين ظاهرها يعكس صورة عن ضرورة إتخاذ قرارات جذرية حاسمة، ولكن الباطن يهدف إلى تدمير العلاقة بين الطرفين.

لن تتردد أمل وفق المصادر في مواصلة عداءها للتيار الوطني الحر، وهي تعمل على إستغلال الواقع الشعبي الشيعي الذي لا يؤيد بمعظمه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر ورئيسه النائب جبران باسيل، لذلك سيكون من الصعب على حزب الله عدم مجاراة الرغبة الشيعية بالإنفصال إنتخابيًا عن التيار، كما أن أمل تدرك أن الحزب لن يُكرر تجربة ميشال عون مع جبران باسيل، خصوصاً بعد الأحداث التي شهدها لبنان منذ إنتخاب عون رئيسًا للجمهورية.

ولعل خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله قبل الأخير خير دليل على توجه الحزب لتوطيد علاقته مع المسيحيين من مختلف إنتماءاتهم السياسية والحزبية، وهو لم يتوجه بخطابه إلى مناصري التيار الوطني الحر حصرًا، لذلك نرى التيار متخبطًا وقلقًا من الإنتخابات النيابية.