خاص ــ هل احتسب أمين عام الحزب شيعة الجيش من ضمن المئة ألف مقاتل؟- زينة عبود

  • شارك هذا الخبر
Monday, October 25, 2021

خاص – زينة عبود

الكلمة أونلاين

رغم مرور أيام عدّة على الخطاب الحربي للسيد حسن نصرالله الذي كشف فيه عن عديد الهيكل العسكري الخاص بحزب الله إلا أن مفاعيله لا تزال قائمة على الساحة الداخلية. وفي هذا السياق، تخشى أوساط عسكرية من أن يكون نصرالله قد احتسب شيعة الجيش من ضمن المئة ألف مقاتل الذين هوّل بهم.. وإذا صحّ هذا الكلام أيُ مصير يُحاك للمؤسسة العسكرية صاحبة المهام الدفاعيّة والأمنيّة والمؤتمنة على سيادة وسلطة الدولة؟

يرفض الخبير العسكري العميد المتقاعد خليل الحلو زجّ الجيش في هذا البازار الرخيص المراد منه ضرب المؤسسة العسكرية من داخلها ويقول "صحيح ان العسكريين في الجيش لهم بيئتهم الاجتماعية لكن هناك نظاما عاما وأوامر وتنفيذ مهام لا يمكن لأي عسكري أن يتلكأ في تنفيذها وبالتالي فإن الكلام والرهانات على إمكانية انقسام الجيش لسبب أو لآخر غير وارد بتاتاً بدليل المعارك التي خاضتها هذه المؤسسة على مدى سنوات مضت ولم تنهزّ". ويرى الحلو أن هناك جُبناً سياسياً في التعاطي مع الحوادث الأمنية التي تحصل في البلد، إذ ليس من المفترض ان يكون الجيش في الواجهة لحلّ المشاكل إنما المطلوب من السلطة السياسية ان تستدرك الأمور، منتقدا كلام الوزراء المعنيين عن ان مديرية المخابرات أجرت اتصالات استباقية بجهات سياسية في أحداث الطيونة في وقت يقتصر دور المديرية على العمل الميداني أي ان تستعلم وتتقصى الوقائع على الأرض بينما من واجبات رئيس الحكومة ووزيري الداخلية والدفاع ان يقوما بإجراء الاتصالات بالجهات السياسية المعنية وليس الجيش.



في ميدان الخميس الأسود، كان اللاعبون على أرض المعركة وهم أنصار حزب الله وحركة أمل وأهالي عين الرمانة والجيش جميعهم مشتركون في الأحداث المشؤومة، وتبعا لمصادر سياسية وعسكرية مطّلعة على ملف الطيونة عن كثب، ان الهدف من المسيرة التي نظّمها الحزب والحركة يوم ذاك كان فقط التهويل والترويع عبر عرض قوتهم وفتل العضلات للقول إنهم قادرون على فرض قراراتهم وان كل شيء مباح لهم، لكن لم يخطر ببالهم ان الأمور ستصل الى حدّ سفك الدماء على النحو الذي حصل.



حتى أن خطاب السيد نصرالله في أعقاب الأحداث وتهويله بالمئة ألف مقاتل المدرّبين والمجهّزين التابعين لحزب الله، أثار الحيرة فلدى المتابعين الذي طرحوا السؤال هل كان يقصد أمين عام حزب الله القول لعدوّه في حزب القوات اللبنانية أن معركته خاسرة سلفاً فليوفّر على نفسه عناء المغامرة؟ أم أن المراد منه ردع التفكير بالذهاب الى حرب أهلية لا يحتملها البلد؟

المقرّبون من حزب الله يقولون إن هذا التهويل العسكري بالمقاتلين يندرج في سياق ردع الطرف الآخر عن التفكير بالذهاب الى حرب أهلية، وهو ما أكده أيضا الحلو معتبرا ان ليست لدى الحزب بفتح جبهة او حرب أهلية داخل لبنان إنما مصلحته تقتضي بتهريبهم وفرض إرادته عليهم بجميع الوسائل الممكنة وهذا ما يقوم به. لكنه توقّف عند قول نصرالله أنه هؤلاء المئة الف مقاتل اللبنانيين ما عدا الأجانب سائلا "أي أجانب يقصد السيد حسن؟ الأجانب الإيرانيين أو الأفغان أو باكستانيين؟ هذا الأمر خطير جدا ما يعني أنه يقوم بإدخال أجانب الى البلد للانضواء في الحزب تحت عنوان ردع إسرائيل وحرب التكفيريين وأين الدولة اللبنانية من كل ذلك؟



ويشرح الحلو ان ما جرى يوم الخميس الأسود هو نتيجة حقن حزب الله لجمهوره واقتناع الأخير بأنه الأفضل والأشرف والأقوى فتصرّف على هذا الأساس عندما اقتحم شارع الفرير في عين الرمانة وقام بأعمال التكسير والتخريب وبالتالي فإن عقلية الاستقواء تلك أدت الى ردّة فعل من قبل أهالي عين الرمانة الذين تعرّضت سياراتهم للتحطيم وتطوّرت الأمور الى الردّ بالمثل على إطلاق النار والردّ على الردّ ما استدعى تدخّل عناصر الجيش، الى هذا الحدّ يمكن القول إن ما حصل بات واضحا بانتظار ما ستظهره التحقيقات لكشف الحقيقة كاملة.

وهنا يطرح الحلو أسئلة مشروعة يسألها معظم اللبنانيين، من خارج بيئة حزب الله وامل: إذا كان كلام الثنائي الشيعي عن إرسال نخبة من شبابه الى التظاهرة فلمَ لم تلحظ هذه المسيرة "السلمية" مشاركة نساء واولاد إذا كانت فعلا عفوية كما قيل؟ لم يرتدي الرجال ذاك الزيّ الأسود؟ ولم كل ذلك الحشد عشية التظاهرة؟ ويضيف إن عرض القوة المراد منه إرهاب وترويع طرف آخر أدى الى مفعول معاكس، والمطلوب اليوم لجم هذه المظاهر لأن البلد لا يحتمل أحداث طيونة ثانية.


Alkalima Online