أبو شبل: ندعو إلى قيامِ مقاومة لبنانيّة حضاريّة حُرّة... تضمّ اللبنانيّين على تنوّعِ طوائفِهم!

  • شارك هذا الخبر
Monday, September 20, 2021

رأى رئيس تجمع سيدة ايليج صعود ابو شبل أن ٢٥ سنة "لم نسكت فيها عن نسيان الشهداء" لكأنَّ صدى كلماتِك أبينا البطريرك يتردّدُ في هذا الوادي المقدّس مُنذ ربعِ قرنٍ، وبالتحديد منذ العام ١٩٩٦. كان صدى كلماتك يتردّد مع تنهّداتِ كلِّ أمِّ شهيدٍ أمعنوا في تشويهِ شهادةِ إبنها، مع غصّةِ كلّ أبٍ وزوجة واولاد شاهدوا أحبائهم يُساقُون إلى السجنِ كالمجرمين، مع إعتقالِ كلِّ ِمقاومٍ رفضَ الإذعانَ للمحتلّ، مع كلّ صرخةِ ألمٍ أطلقَها المقاوِمونَ تحتَ التعذيب. مع غضبِ الشهداءِ الذين طاولتهُم يدُ القمعِ في رُقادِهم، فخُلِّعَتْ أبوابُ مساكِنِهم الأبديّة وانتُهِكَ رُفاتُهم.

جاء ذلك في كلمة ألقاها أبو شبل خلال قداسٍ على نية شهداء المقاومة اللبنانية في سيدة إيليج، في الذكرى الـ25 لتأسيس رابطة إيليج تحدّث فيها عن حال من الإحباطِ كاد أن يلامسَ اليأسَ أصابَ مُجتَمعَنا، فكان خيارُنا أن نقاوم ونشهد، نقاومَ اليأسَ والعٓوَزَ والإعتقالاتَ والتعذيب، وأن نشهدَ بالكلمةِ، بالعِلمِ، بالقِيٓمْ، بالمحبّة، بالمغفرة، بالعَرَقِ والصبر، فنحن أبناءُ الرجاءِ والقيامة، سلاحُنا الإيمانُ بالربِّ يسوع الذي أوصانا قائلاً :"لا تخافوا أنا مَعَكمُ"، ومن هذا الديرِ وبشفاعة ِسلطانةِ الشهداءِ سيّدة إيليج، صَدحَت صَرخاتُ الحريّةِ والوفاءِ وأُطْلِقٓ العهدُ:"إن ننسٓ لن ننسٓ".

وأضاف أن الدولةُ الخانعة والذليلة أمام المحتلّ والتي أرعَبها قدّاس العام ٢٠٠٠، أقدَمت في العام ٢٠٠١ على اعتقالِ رفاقٍ لنا، هم بيننا اليوم، وساقتهم إلى المعتقلات والسجون، ووقفوا أمام القضاة كالمجرمين، واتّهمَتهم ب:"إحياء قدّاس سيّدة إيليج"!! فيا له من ذنب عظيم!نعم، أيها السيّداتُ والسادة، الأمرُ لا يُصٓدّٓق!! أن تقومَ الدولةُ اللبنانيّةُ والتي ينصُّ دُستورُها على حفظِ حرّيةِ المعتقد باعتقال شبّانِ ومحاكمتهم لأنهم يقيمون قدّاساً لرفاقهم الشهداء. أن نُتّهٓمْ بالوفاءِ لدماءِ رفاقِنا هو فخرٌ لنا، ووسامُ شرفٍ عُلّق على صدورِنا، ووصمةُ عارٍ على جبينِ كلِّ مَن اتهمَنا. وهذا الأمرُ قد يتكرّر إذا لم نُقاوِم الإحتلالَ الجديد.

وأكمل متوجها الى الراعي: غبطةُ أبينا البطريرك، لقد أخطأت قوى سياسيّة، عن قصدٍ أو عن غير قصد، حين ظنّت أن لبنانَ تحرّرَ بانسحابِ الجيشِ السوري، وأخطأت آنذاك حين تخلّت عن روحِ المقاومةِ ونهجِها ودخلت لعبةَ تقاسُمِ ِحصصٍ في مواقعِ السلطة، وانزلقت إلى تفاهماتٍ ومصالحاتٍ وتسوياتٍ على حسابِ المبادئِ والقِيٓمْ، كما على حسابِ سيادةِ الدولة على قرارِها وأراضيها، فساهمت في ترسيخِ احتلالٍ مقنَّع، سيطرَ على مؤسّساتِ دولتِنا، بواسطة لُبنانيّين يحمُلونَ الهُوِّيّةَ اللبنانيّة ولكنّهُم في الواقعِ ينفّذونَ أوامرَ دول خارجيّة ويتفاخرون بكونهم جنودَها يتلقّون منها المال والسلاح، غير مبالين بحياةِ اللبنانيّين الذين باتوا متسوّلين، وأمست دولتَهم مرميّةً على قارعةِ الأمم نتيجةً لهذا الإحتلال.
غبطة أبينا البطريرك، السلطةُ المرتهنةُ والفاسدة لم يَهِزَّها تفجيرُ المرفأ وتدميرُ نِصفِ العاصمة بيروت، وها هي تُحاولُ إخفاءَ جريمتها وتساعدُ المطلوبينَ للتحقيق في التهرّبِ من الوقوف أمام القاضيِ برفضها إسقاطَ الحَصَاناتِ عنهم، وهي لم تستجِب صرخاتَ أهالي الضحايا واللبنانيّين كافة المطالبةِ بالعدالة، كما لم يَهُزَّها مِن قبلِ نزولُ آلافٍ مُؤَلَّفَةٍ من اللبنانيّين إلى الشارع، رافضينَ هذه المنظومةَ التي أوصلتهُم إلى الحضيض لما قامت به من سرقات، ولم تنفع معها نِداءاتُكُم المتكرّرة واحتضانُكُم لمَطالبٍ الشعبِ اللبناني منذ ١٧ تشرين، فكانت صرختُكُم لتحرير الدولة ودعوتكم الشعبِ اللبناني إلى التصدّي للقِوى الإقليميّةِ والمحلّية- التي تتبع لها هذه السلطةُ- بما أوتي من قوّة ومهما بلغت التضحيات"، ان قوى شعبنا الحيّ ومقاومتنا المستمرّة لكافة انواع الإحتلالات مذ وجدنا على هذه الأرض تحتّم الإنتقالُ من الثورةِ إلى المقاومة، لذلك ندعو إلى قيامِ مقاومةٍ لبنانيّة حضاريّة حُرّة، تتَّصِفْ بالمحبّة والحكمةِ والجرأةِ والتواضع، وتضمّ جميع اللبنانيّين على تنوّعِ طوائفِهم ومذاهبِهم، على قاعدة رفضهم للإحتلال، وفي شكلٍ خاص ناشطي الحراك ومجموعاتِه، مقاومةٍ تأبى الخضوعَ للأمرِ الواقع، وتستلهمُ مبادئَ " الإعلانِ العالمي لحقوق الإنسان"، و"وثيقةَ الأخوّة الإنسانيّة من أجل السلام العالمي والعيش المشترك" في مناهضتِها للإحتلالِ ومفاعيله، الفكريّةِ، الثقافيّة، الإجتماعيّة، الإقتصاديّة، العسكريّة والأمنيّة. وتعمل معكم في المطالبةِ بعقدِ مؤتمرٍ دوليّ يُقِرّ حيادَ الدولةِ اللبنانية ويُشرف على تطبيقِ القراراتِ الدولية.
وختم أبو شبل كلمته قائلا: غبطةُ أبينا البطريرك، بعد مسيرةِ خمسة ٍ وعشرينَ عاماً من الوفاءِ للقضيّةِ وشهدائها، نُجٓدِّدْ العهدَ أمامَ سلطانةِ الشهداء سيّدة إيليج، وبالقربِ من مدافِنِ رفاقِنا بأننا: لن ننسى، لن نستسلم، لن نيأس، لن نركع، لن نتزعزع، لن نساوِم، لن نهادِن، سنقاومُ ونقاومُ ونقاوم... ولن يهدأ لنا بالٌ قبل أن يَتحرّرَ وطنُنا. وكما طَرَقنا أبوابَ رِفاقِنا حيثُ يرقدونَ في العام ٢٠٠٥ كي نَزُفّ لهم بُشرى زوالِ الإحتلال، هكذا وفي يوم نعملُ كي يكونَ قريباً، سنطرقُ أبوابَهم مِن جديد ونَرُشّ الزهورَ هاتفين: إندحر الإحتلال ولبنان بخير.
المجدُ والخلودُ للشهداء.
المجدُ والخلودُ للبنان.