خاص - بين الراعي وحزب الله: لا مكان للصلح والى المتاريس در! بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, February 23, 2021

بولا أسطيح
الكلمة أونلاين

منذ عام تقريبا لم تعقد اللجنة المشتركة التي تضم ممثلين عن البطريركية المارونية وحزب الله اي اجتماع لها، هي التي اعتادت منذ تسعينيات القرن الماضي عقد اجتماعات دورية تكثفت بعد تولي البطريرك بشارة الراعي سدة البطريركية.
وتشهد قاعات بكركي على الكثير من الود بين ممثلي الحزب من جهة والبطريرك وفريق العمل المولج من قبله بمتابعة العلاقة مع حزب الله... ود ما لبث ان بدأ بتلاشى عام ٢٠١٤ مع قرار الراعي زيارة القدس لملاقاة البابا فرنسيس. عندها ذهب حزب الله لحد التنبيه المباشر للبطريرك من مخاطر وتداعيات الزيارة والتي كانت بحينها الأولى من نوعها لبطريرك ماروني إلى القدس منذ إنشاء دولة إسرائيل عام 1948... لم يبال حينها الراعي وقام بالزيارة التي تركت لا شك ندوبا كبيرة على العلاقة بين الطرفين التي اخذت تتدهور منذ حينها ووصلت اخيرا لحد القطيعة.
وشعر الحزب بأن البطريرك بدأ باستهدافه بالمباشر مع طرحه اعتماد لبنان "الحياد" الصيف الماضي، رغم تأكيد بكركي اكثر من مرة ان الطرح لا يستهدف فريقا معينا انما يستهدف تحقيق مصلحة لبنان. وشن جمهور الحزب حملة موجهة ضد الراعي على خلفية مواقفه الاخيرة وصلت لحد اتهامه بالعمالة وتطبيق اجندة خارجية...
وجاءت دعوة البطريرك لتدويل ازمة لبنان مؤخرا لتشكل بالنسبة للحزب النقطة التي فاض على اثرها الكوب، ما استدعى خروج امين عام حزب الله شخصيا للرد على بكركي من دون ان يسميها معتبرا الدعوة للتدويل بمثابة دعوة للحرب!
وبحسب مصادر مطلعة قريبة من الحزب، فهو "قد آثر طوال الفترة الماضية عدم الرد على مواقف وطروحات بكركي التي لا شك لا نؤيدها، وتركنا امر الرد والتعامل معها لحليفنا المسيحي، رئيس الجمهورية و"التيار الوطني الحر"، لكن بعد ان وصلت الدعوات لمستوى طلب التدخل الخارجي بما يعني ضرب السيادة اللبنانية عرض الحائط، فذلك استدعى وضع النقاط على الحروف.. وهذا ما حصل".
وكما لم يأبه الراعي بتنبيهات حزب الله عام ٢٠١٤ لجهة وجوب عدم زيارة القدس، فيبدو انه لن يرضخ هذه المرة لسحب طرح التدويل من التداول. ولعل ابرز مثال على ذلك تأكيد البطريرك تمسكه بالطرح في عظة الاحد بعد ايام من اطلالة نصرالله التي قال فيها صراحة ان "فرض فكرة التدويل هو لاستقواء بعض اللبنانيين على بعضهم الآخر".وبحسب المعلومات فان العلاقة بين بكركي وحارة حريك مقطوعة تماما وهي في أسوأ أحوالها، فكل طرف عاد الى متاريسه لعلمه بأن المواجهة ستكون على مراحل وستتخذ أوجه مختلفة، مع استبعاد جلوس الطرفين قريبا ومجددا على طاولة الحوار.
وتؤكد مصادر مطلعة على جو بكركي بأن "البطريرك ليس بصدد التراجع عن طروحاته سواء المرتبطة بالحياد او التدويل، باعتبارها طروحات نابعة من قناعات بأن خلاص لبنان لا يمكن ان يتم الا من هذين البابين، بحيث وبعد رفض التعاون والنقاش بفكرة اعلان حياد لبنان، وجد ان الحل يكون بفرض الحياد بطريقة او بأخرى بمساعدة دولية، يأمل ان تكون من خلال مؤتمر دولي تشارك فيه القيادات اللبنانية ويتم الزامها بالخضوع لمقرراته".
ويقف "التيار الوطني الحر" محرجا امام ما يحصل بين بكركي وحارة حريك، فلا هو قادر على ان يصطف الى جانب حليفه الشيعي بمواجهة المرجعية المسيحية الاولى في الدولة، ولا هو قادر على الدخول في مواجهة ذي طابع طائفي باصطفافه الى جانب الراعي. وتحاول قيادته منذ طرح "الحياد" الوقوف في الوسط بين الطرفين والسعي لتقريب وجهات النظر.. وقد باتت هذه المهمة صعبة للغاية مع طرح التدويل، علما ان العونيين لم يأخذوا موقفا واضحا وحاسما من الطرحين.
بالمحصلة، يعول كثيرون على ان تقود بكركي المحور المناوىء لحزب الله والساعي لوضع حد لسيطرته التامة على البلد من خلال دعم ودفع دولي، بوقت ينبه آخرون من خطورة وضع البطريركية في "بوز المدفع" ما يهدد بانقسام طائفي ومذهبي كبير يهدد ما تبقى من اساسات هذا البلد المتداعي..على كل الاحوال يبدو ان هناك من وضع اخيرا الاصبع على الجرح ولامس مكمن الخلل الاساسي الذي باصلاحه تصطلح تلقائيا باقي الامور..ولكن من يصلح وكيف.. هنا يكمن السؤال الجوهري الذي يبقى من دون جواب!