خاص- بعد تنصيب بايدن.. هذا مصير الحكومة! بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Friday, January 22, 2021

خاص- الكلمة أون لاين

بولا اسطيح

بات على معطلي عملية تشكيل الحكومة تجاوز حجة ربط مصيرها بتاريخ ٢٠ كانون الثاني موعد استلام الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن مهامه في البيت الابيض، والبحث عن حجج جديدة مقنعة للرأي العام الذي لم يعد يهتم كثيرا بما يصدر عن هذا المسؤول او ذاك، وبات كل ما يعنيه تجنب التقاط فيروس "كورونا" لتجنب الذل والموت على ابواب المستشفيات.

قد ينفع تمديد صلاحية حجة ربط مصير لبنان وحكومته بهوية ساكن البيت الابيض لاسبوع او اثنين او كحد أقصى لشهر نظرا لاعتبار اصحاب هذه النظرية ان رؤية الادارة الجديدة في واشنطن لمنطقة الشرق الاوسط لا يمكن ان تتبلور قبل ذلك، لكن هل يملك هؤلاء أجوبة عن الاسئلة التالية: هل مهلة شهر او ٢ او حتى ٣ كافية لبلورة ادارة بايدن خطتها للمنطقة؟ هل سيكون الملف اللبناني البارد نسبيا بالنسبة للمجتمع الدولي اولوية على الطاولة الاميركية المثقلة بالملفات الملتهبة وبخاصة المرتبطة مباشرة بالوضع الداخلي الاميركي؟ ما تأثير استبدال الاميركيين دونالد ترامب بجو بايدن على الكباش المستعر بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري؟؟ هل هناك من يعول على اتصال مشترك يجريه بايدن بعون والحريري بنفس الوقت على غرار الاتصال الذ ي قام به الرئيس الفرنسي بوقت سابق لحث الحريري وباسيل على التواصل... فيتفرغ رئيس الولايات المتحدة الاميركية لمعالجة حرد المسؤولين اللبنانيين من بعضهم البعض؟!

بحسب كل المعطيات والمعلومات، يندرج لبنان اليوم في آخر سلم اولويات ادارة بايدن التي ستكون منهمكة اولا واخيرا باستيعاب التضخم الهائل بأعداد المصابين والوفيات بفيروس "كورونا" داخل الولايات المتحدة الاميركية، بتبريد الاجواء بين جمهوري الحزبين الديمقراطي والجمهوري التي وصلت لحد من السخونة كادت تؤدي لحرب اهلية، اضافة لمعالجة الوضع الاقتصادي الصعب والذي يهدد بتداعيات كارثية في حال استمر على ما هو عليه. اما وبعد وضع الخطوط العريضة لحل هذه القضايا، لا شك ان هناك الف ملف تلتفت اليه الادارة الاميركية قبل الملف اللبناني الذي ليس خافيا على احد انه سيكون مرتبطا بمصير المفاوضات المرتقبة حول الملف النووي الايراني مع استبعاد مواصلة سياسة العقوبات على المسؤولين اللبنانيين بتهم فساد او غيرها اقله في المدى المنظور . وتقول مصادر مطلعة ان سياسة ادارة ترامب ستبقى قائمة حتى اشعار آخر، خاصة انه من مصلحة بايدن الاستمرار باستخدام عصا ترامب لحث طهران وحلفائها على تقديم التنازلات المطلوبة قبل العودة الى طاولة المفاوضات، مشددة على ان اشتراط طهران اسقاط العقوبات عنها قبل الجلوس على الطاولة كلام غير جدي لانها تعي ان ذلك لا يمكن ان يحصل تلقائيا ومن دون ثمن خاصة وان الطرف الذي يفترض ان يكون "مستقتلا" على المفاوضات هي طهران المنهكة اقتصاديا وليس واشنطن. وتضيف المصادر:"لكن ليس متوقعا ان يكون هناك حديث جدي عن عودة المفاوضات قبل الانتخابات الرئاسية الايرانية في حزيران المقبل، وان كان هناك احتمال ضئيل بأن دعم الولايات المتحدة مرشح الاصلاحيين بوجه مرشح المحافظين قد يستدعي اطلاق المفاوضات قبل موعد الاستحقاق الرئاسي".

وفي خضم كل ذلك، وفي حال لم تقتنع قوى الداخل اللبناني بعدم جدوى ربط مصير الحكومة بمصير كل الاستحقاقات العربية والاقليمية والدولية، قد يتم قذف عملية التشكيل حتى الصيف رغم حديث اكثر من مصدر سياسي لبناني عن وصول الامور لمرحلة من الاستواء قد تؤدي لتداعي البلد في اية لحظة، وهي وضعية تترقبها بعض القوى للدفع باتجاه مؤتمر تأسيسي وتغيير النظام ما قد يضطر القوى المناوئة لتقديم تنازلات محدودة بالملف الحكومي لاحراجها وقطع الطريق على مشروعها هذا...

اذا هي اسابيع مفصلية في عملية تشكيل الحكومة، فاما تنجح احدى الوساطات المستمرة بعيدا عن الاضواء لحلحلة المشكل الذي تحول شخصيا بين عون والحريري ما سينسحب تلقائيا على المشاورات الحكومية، او يتم ترحيل العملية برمتها الى الصيف باقرار ضمني من كل الفرقاء بأننا بتنا أقرب اكثر من اي وقت مضى من نقطة اللاعودة الى النظام الحالي والبحث بنظام جديد يؤسس للبنان جديد.