خاص- وساطات بالجملة لمصالحة عون-الحريري.. ماذا في خلفية الحركة الخارجية للرئيس المكلف؟ - بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, January 19, 2021

خاص- الكلمة أونلاين
بولا أسطيح

ليس محسوما ما اذا كانت عودة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى بيروت ستحقق خرقا يذكر في جدار أزمة التشكيل خاصة بعدما بات التركيز منصبا على مصالحته مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لا على تدوير الزوايا وحلحلة العقد التي توقفت عندها مشاورات التأليف.

والمضحك المبكي، ان بعبدا تنتظر مبادرة الرئيس المكلف للتواصل معها، فيما ينتظر الاخير مبادرة الرئيس عون للاتصال به، ما يجعلنا نستكمل الدوران في حلقة مفرغة بانتظار تحقيق احد الوسطاء الناشطين على خط بيت الوسط- القصر الجمهوري خرقا لاعادة وصل ما انقطع بين الرئيسين، وهو ما لا يبدو سهلا بعدما تحول الخلاف الحكومي خلافا شخصيا بين الرجلين وبخاصة بعد الفيديو المسرب لعون الذي يتهم فيه الحريري علنا بالكذب.

وبالرغم من ذلك، لا تستبعد مصادر قريبة من الرئيس عون ان تتحرك الامور الحكومية مجددا بعد عودة الرئيس الحريري الى بيروت، لافتة الى ان الكرة في ملعب بيت الوسط اي ان "الرئيس عون ينتظر أجوبة الرئيس المكلف على النقاط التي كان قد طرحها رئيس الجمهورية في الاجتماع الاخير الذي عقد بينهما في ٢٣ كانون الاول الماضي حول وحدة المعايير والاختصاص وعدالة توزيع الوزارات الاساسية على الطوائف باعتبار ان الصيغة التي تقدم بها الحريري فيها خلل بما يتعلق بهذه النقاط اضافة لاشكالية وزارتي للداخلية والعدل"، وتضيف المصادر ل"الكلمة اونلاين":"الرئيس عون قدم اقتراحات على اساس ان الرئيس الحريري سيدرسها ويعود.. لكنه ذهب ولم يعد منذ حينه، لذلك ننتظر ان يبادر في هذا الاتجاه لا ان ينتظر هو مبادرة الرئيس عون خاصة وان عملية التشكيل في نهاية المطاف تتم بالاتفاق بين الرئيسين".

ولا تنفي المصادر ان مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم يقوم بوساطة لرأب الصدع بين الرجلين، لكنها توضح انه "من بين الاشخاص الذين يعملون على معالجة الوضع". مضيفة:"على كل الاحوال فان موضوع المصالحة يتوجب مقاربته من زاوية المصلحة العامة لا المصلحة الخاصة".

وبحسب المعلومات، فان الوساطات تم تفعيلها في الساعات القليلة الماضية مع عودة الحريري، وهي قد تشمل الى جانب اللواء ابراهيم، حزب الله ورئيس المجلس النيابي نبيه بري.
اما في بيت الوسط، فيبدو الحذر والتكتم سيدا الموقف. اذ لم يصدر عنه اي تفاصيل بخصوص جولة الحريري الخارجية وخلفياتها. واكتفت مصادر قريبة من الرئيس المكلف بالقول ل"الكلمة اونلاين" ان "جدول اعماله يتضمن عدة سفرات لدول عربية واجنبية في محاولة لاستعادة علاقات لبنان مع الدول الشقيقة والصديقة".

من جهته قال مصدر قيادي في تيار "المستقبل" ان الجولة الخارجية "مرتبطة بالملف الخليجي وارساء نوع من التفاهمات الاقليمية وبشكل اساسي بمحاولة ايجاد مخارج للبنان لدعمه في محنته". اما حكوميا، فتشدد المصادر على ان "الكرة في ملعب رئيس الجمهورية المطلوب منه ان يبادر.علما ان الرئيس الحريري لا يقفل بابه ومستعد لتجاوز الاساءة الشخصية، عندما يلمس من الرئيس عون اشارة ايجابية لجهة انه اقترب من مفهوم سعد الحريري لكيفية تشكيل الحكومة، عندها يمكن ان يقتصر الموضوع حصرا على اتصال هاتفي لدعوته لاستكمال التشاور في بعبدا".

بالمحصلة، يبدو ان الازمة الحكومية باتت مرهونة تماما بقدرة قادر على مصالحة عون والحريري وحثهما على تجاوز الاساءات الشخصية في سبيل تحقيق مصلحة وطنية عليا تتمثل بانجاز عملية التشكيل.. وحتى ذلك الوقت يمكن للبنانيين ان يواصلوا الموت على ابواب المستشفيات من دون اصدار اصوات تزعج حكامهم "الحردانين"!