خاص- قراءة اشتراكية لانتقاد ماكرون للقيادات اللبنانية

  • شارك هذا الخبر
Friday, December 4, 2020

لا تزال فرنسا تسعى للدفع الى الأمام في الملف اللبناني، رغم تقاعس الداخل عن القيام بمهامه، فبينما السلطة نائمة ولا تسعى للتحرك قيد أنملة باتجاه إنقاذ ما تبقى من الجمهورية اللبنانية، خطوة فرنسية جديدة تمثلت أمس بعقد مؤتمر المانحين لتقديم المساعدات الانسانية الى الشعب اللبناني عموما ولاعادة إعمار بيروت خصوصا بعد الزلزال الذي ضربها في الرابع من آب الماضي.

الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون راعي المؤتمر توجّه بكلمة اعتُبرت عالية السقف قائلا إن هذا الدعم لا يمكن ان يأتي بديلا من دعم السلطات اللبنانية ولا يمكنه ان يستبدل ضرورة تشكيل حكومة، وربط المساعدات بالإصلاحات وهو أمر لطالما نادت به ليست فقط فرنسا بل أيضا كل الدول العربية والغربية التي تريد مساعدة لبنان كما أن هذا الأمر هو مطلب الداخل قبل الخارج، ولكن ماذا عن التنفيذ على أرض الواقع؟

عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله بدالله قرأ في كلمة ماكرون أمس وفي الوضع الراهن وخصوصا الملف الحكومي مشيرا الى أن مؤتمر المانحين أمس يشكل رسالة تضامن فرنسية ثانية للبنان ربما قد تكون عالية اللهجة ولكن تحاول وضع السلطة السياسية "امام مسؤوليتها للمساعدة على ايجاد المخارج والحلول على قاعدة أن فرنسا تريد مساعدتنا اذا ساعدنا أنفسنا"، ولكن اذا بقينا أسرى لعبة الطائفية والمحاصصة من ناحية ومن ناحية أخرى نصر على ترك هذا البلد ساحة لصراع الآخرين بانتظار تبلور مستقبل العلاقات الأميركية- الايرانية فعندها فرنسا لا يمكنها ان تفعل شيئا.

د. عبدالله كشف عن شكوك لديه من أطراف تشكل الحكومة لا تريد للمبادرة الفرنسية ان تنجح، قائلا وضع العراقيل والاثقال لعملية تشكيل حكومة انقاذية هو ليس بالأمر البريء، وانا اتكلم عن كل من يشارك في تأليف الحكومة، واضاف انا مع ان يجهز الرئيس المكلف سعد الحريري تشكيلة حكومية ويعرضها على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الا ان رفض الرئيس عون لهذه التشكيلة سيزيد الأمور تعقيدا، وعلى ما يبدو ان الرئيس الحريري ليس بوارد الاعتذار، واذا بقيت الأمور على ما هي عليه يبدو اننا سنبقى في حال المراوحة.

وسأل د. عبدالله هل ممكن تحميل الملف الحكومي كل هذه الكيدية السياسية وحسابات الثلث المعطل والانتخابات الرئاسية المقبلة في ظل وضع اقتصادي منهار كليا؟

إشارة الى أن ماكرون لفت في كلمته أمس الى ان عشرين من المئة من اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر وان هذا الدعم لا يمكن ان يأتي بديلا من دعم السلطات اللبنانية ولا يمكنه ان يستبدل ضرورة تشكيل حكومة وان المساعدات الدولية للبنان مرتبطة بتشكيل حكومة إصلاحات .وشدد على اننا لن نتخلى عن ضرورة القيام بالإصلاحات وعن التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، وشدد على انه لن يتخلى عن وعوده للشعب اللبناني وانه سيزور لبنان قريبا في كانون الأول الحالي مرة جديدة .واعلن ماكرون انه من المقرر تأسيس صندوق دولي يديره البنك الدولي للمساعدة في تقديم المساعدات الإنسانية للبنان.