خاص- لبنان خالٍ من الاطباء... فمن يعالج المرضى؟

  • شارك هذا الخبر
Thursday, November 26, 2020

خاص- الكلمة أون لاين

شادي هيلانة


خلال العام الأخير شهد الأطباء في لبنان انخفاضاً في مدخولهم بسبب هبوط قيمة العملة اللبنانية 80 في المئة.

ولم يشهد الأطباء انخفاض مرتباتهم فحسب بل واجهوا نقصا في المعدات وأطقم العاملين وبعض الإمدادات الأساسية في مستشفياتهم مع نفاد العملة الصعبة اللازمة لتغطية الواردات.

وكان عدد كبير من الأطباء الشباب الذين تلقوا تعليماً عاليا ًوكانوا مطلوبين للعمل في الخارج كأوروبا والولايات المتحدة الاميركية قد هاجروا، بسبب استسلامهم للواقع بعد أن فقدوا الأمل في المستقبل. وهذا لا يبشر بالخير خاصة إذا استمر الوضع لفترة طويلة، وهناك آخرون يتأهبون للرحيل.

اكد الطبيب ناجي نوفل (مسؤول قسم غسيل الكلى في مستشفى قلب يسوع ) في حديثه : لا شك أن هجرة الأطباء والجسم الطبي ، عائدٌ الى الوضع الاجتماعي الاقتصادي والمعيشي الذي يعاني منه الأطباء بهذه الظروف التي تمنعهم من تأمين الحد الأدنى من العيش الكريم خاصة أن هناك قسماً منهم لديهم أولاد يعلمونهم في الخارج ومجبرون أن يؤمنوا لهم الماديات اللازمة في المدارس والجامعات.

اضافة الى مشكلة أموالهم المحتجزة في المصارف اللبنانية من جهة، والتأخر في دفع الأتعاب التي يقومون بها في المستشفيات من جهة أُخرى، هذه إجراءات بسيطة من الممكن أن تنفذ بسرعة ولا تكلف الدولة الكثير.

والمشكلة الثانية نفاذ معدات الحماية من فيروس كورونا المستجد، وأن قسماً لا يستهان به من الأطباء يصاب بالفيروس، فهناك 6 وفيات حتى الساعة، و20 طبيباً بقسم العناية الفائقة وحوالي الـ200 طبيب في الحجر المنزلي.

ويضيف الطبيب نوفل أن الأطباء تحديداً والممرضين في الفترة الماضية حصلت معهم إهانة معنوية كبيرة، إضافة إلى الوضع الاقتصادي الذي جعل بيئة العمل للطبيب سيئة، فضلاً عن الوضع الأمني المشكوك فيه بعد انفجار مرفأ بيروت وهذا شيء ينطبق ليس فقط على الأطباء إنما على الجميع.

لقد عُرف لبنان لسنوات طويلة في مستشفى الشرق، وكان أطباؤه ملائكة الله على أرضه ويد الرحمة لمن ألم به الداء وعموده الفقري ونُخبة النخب وكانوا سبّاقين في صنع شمعة لبنان وفرادته وريادته.

وبالتالي كان أول الضحايا من الطبقة الوسطى والميسورة . منها أسماء كبيرة من أطبائنا ستحمل حقائبها وتغادر لبنان في الأسابيع والأشهر المقبلة.
فهل ستقطع اليد الثانية في شفاء المريض ويصبح لبنان خالياً من الاطباء، وننتظر اعجوبة ما للخلاص من انهيار كانت سببه الطبقة السياسية الفاسدة التي لا تتردد في ادخالنا الى الجحيم الرجيم؟