خاص- العصا الأميركية أفعل من الجزرة الفرنسية: ريبة بشكل وتوقيت وخلفيات إعلان الاتفاق مع اسرائيل! ... بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Friday, October 2, 2020

خاص - بولا أسطيح
الكلمة أونلاين

بالرغم من أن ضخ الاخبار وبخاصة في الاعلام الاسرائيلي عن قرب الاعلان عن اتفاق مع لبنان لترسيم الحدود بدأ منذ أكثر من أسبوع وسارعت وسائل اعلام مقربة من حزب الله لتبنيها، الا انه لبنانيا كان الكل يترقب تأجيل هذا الموضوع نتيجة التعقيدات الطارئة داخليا وسيطرة التشاؤم على الصورة ككل وبخاصة بعد اعتذار مصطفى اديب عن تشكيل الحكومة وترنح المبادرة الفرنسية. خروج رئيس المجلس النيابي نبيه بري اليوم ليعلن ما أعلنه عن "اتفاق اطار" للتفاوض مع اسرائيل بشأن الحدود بدا مفاجئا لكثيرين وان كان الاخير وفي بيان الرد على العقوبات الاميركية التي طالت مستشاره النائب علي حسن خليل أقحم هذا الملف مؤكدا ان "حدودنا وحقوقنا السيادية في البحر والبر نريدها كاملة ولن نتنازل او نساوم عليها مهما بلغت العقوبات والضغوطات ومن اي جهة اتت"، لافتا الى ان اتفاق السير بترسيم الحدود البحرية في الجنوب اللبناني اكتمل مع الولايات المتحدة الاميركية ووافقت عليه بتاريخ 9/7/2020 وحتى الآن ترفض توقيت اعلانه دون أي مبرر".

والمستغرب انه وبعد سنوات من التفاوض المتعثر وتغيير الوسيط الاميركي طاقم مفاوضيه أكثر من مرة، لم تنجح مساعي واشنطن الا لحظة سقوط المبادرة الفرنسية، بما يرجح مقولة ان "العصا أفعل من الجزرة" بمعنى ان العقوبات والضغوطات الاميركية فعلت علها بعكس الحلول والعروض الدبلوماسية الفرنسية. ويعتبر مصدر مطلع على مسار المفاوضات انه "لا يمكن الا الربط بين الاتفاق على الترسيم وتوقيته وبين الاحداث الاخيرة انطلاقا من انفجار المرفأ مرورا بدخول الفرنسيين على الخط وصولا للعقوبات الاميركية التي أصابت المحيط الضيق لحلفاء حزب الله والتي تزامنت مع استفحال الضغط الاقتصادي والامني"، لافتا الى انه "في نهاية المطاف سار الجميع بالعرض الاميركي تحت الضغوط، من دون ان ننسى ان ديفيد شنكر في زيارته الاخيرة رفض لقاء اي من المسؤولين اللبنانيين وقال انه ينتظر أجوبة، باشارة على ما يبدو لأجوبة بخصوص ملف الترسيم".

وبالرغم من علم وادراك الجميع ان ملف الترسيم يستلمه بري منذ سنوات بوكالة معينة عن حزب الله فيفاوض بدلا عنه الجانب الاميركي مباشرة، الا ان صدور الاعلان عنه اولا اي قبل الاميركيين والاسرائيليين حتى، ترك أكثر من علامة استفهام، اذ قرأ كثيرون فيه تفاهم يتخطى ملف ترسيم الحدود باعتبار ان حزب الله وبمجرد قبوله بالسير بالتفاوض مع "العدو" وبوساطة "الشيطان الاكبر" انما يكون قدّم تنازلات كبرى كيف لا وفي توقيت تتجه فيه دول كثيرة في المنطقة لتطبيع العلاقات مع اسرائيل. ولا تستبعد المصادر ان يكون هناك مكاسب حققها الحزب في ملفات اخرى ستتكشف تباعا سواء في الحكومة المقبلة او في النظام الجديد الذي بدأ الحديث عنه بالكواليس.

وبدا مستفزا لكثيرين في الداخل اللبناني اعلان بري هذا الاتفاق، وهو غير الموكل بهذا الدور دستوريا والمنوط بوزير الخارجية والحكومة ورئيس البلاد. وفي هذا المجال قال المصدر:" هذا الملف يحتكره "الثنائي الشيعي" ولم يكن هناك اي علاقة للدولة اللبنانية ومؤسساتها به. وبالتالي ليس مستغربا ان يسأل اللبنانيون اليوم "ما عدا ما بدا للموافقة على العرض الاميركي في هذا التوقيت المريب. لا شك ان هناك خلفيات وتداعيات للاتفاق".

واعتبر المصدر انه "من الجيد قراءة بعض ايجابيات الاتفاق، باعتبار انه وفي حال نجحت هذه المفاوضات فسيتمكن لبنان من الاستفادة من ثروته من النفط والغاز فلن تتردد الشركات الاجنبية بتقديم عروضها للتنقيب في بحر لبنان وفي النقاط المتنازع عليها اليوم، حتى ان ذلك من شأنه ان يسرّع انضمام لبنان لمنتدى غاز المتوسط".

اذا هي حقبة لا بل عصر جديد دخله لبنان بسيره بمفاوضات "شبه مباشرة" مع اسرائيل في "زمن التطبيع"..فسواء تم ذلك بفعل العصا الاميركية او بتقاطع ملفت للمصالح الدولية – اللبنانية، لا شك انه سيكون للملف أثرا كبيرا على كل الملفات العالقة سياسيا واقتصاديا وأمنيا، على ان يحصل ذلك تباعا وتتضح الصورة أكثر بعد الانتخابات الاميركية.