رسالة الى وزير الاقتصاد... بقلم فؤاد سمعان فريجي

  • شارك هذا الخبر
Thursday, July 9, 2020

كتب فؤاد سمعان فريجي:

اعرف ضيق وقتك وثقل المهمات وازدحام الملفات والأزمات التي تقف امام باب مكتبك ، ومعلوم عنك سلاسة الحوار والأصغاء .
سندخل الى الموضوع بلا مقدمات المديح وتشابك القضايا وخرائط السياسة .
معالي الوزير
انتَ اكثر العارفين عن معاناة الناس واين وصل البلد ، وكيف بعض التجار اللبنانيين يمتصون دماء المواطنين اصحاب الدخل المحدود ، لأن هذا التاجر لا يملك حساً وطنياً وانسانياً.
٣٠٠ سلعة مدعومة من دولار مصرف لبنان بسعر٣٩٠٠ ليرة ، هذا بعد عمل مضني قمت به ويُسجل لك لتقف الى جانب مواطنيك ، الذين قهرتهم السياسة ويدفعون ثمنها مجاناً .
معالي الوزير
ما يحدث خرج عن دائرة القانون : يدخل المواطن الى السوبر ماركات والمؤسسات الأستهلاكية ، يسأل عن ما تقدمت به وزارة الأقتصاد للأصناف المدعومة لا يلاقي إلا عدد قليل من اصناف ( السلة ) فيما الباقي مفقود ، والبعض من هذه المؤسسات حتى لو وجد الصنف سعره حسب تسعيرة دولار السوق السوداء اي ٩٠٠٠ ليرة .
يعني ان هناك تلاعب من التجار لجني الأرباح ، وتعلم معالي الوزير ان جزء كبير من الأزمة خلفها بعض المستوردين الذين لم يستوردوا سلعة واحدة من الخارج لأن لديهم مخزون يكفي لسنوات ، وهنا لا بد ان نتوقف عما قاله نقيب مستوردي المواد الغذائيّة هاني بحصلي الذي أكّد أنّ الأسعار لن تنخفض قريباً، بذريعة انتظار التجّار أن يتخلّصوا من المخزون (الستوك) الذي اشتروه بسعر صرف مرتفع.
معالي الوزير
منذ بداية الأزمة طارت السلع ومن يعلم متى نفاد الستوك واي ستوك يتحدث عنه ؟ وأسأل ببرأة ماذا عن الآف السلع التي كانت موجودة في مستودعاتهم ولَم يتم استيرادها ، وتواريخ السلع المدموغة عليها تفضح رياء لعض التجار !
ولأثبات ما تقدم معالي الوزير مطالبتك لوزيرة العدل ماري كلود نجم بتاريخ ٦ / ٤ / ٢٠٢٠ في الأسراع والبت بأكثر من ٥٢٠ محضر ضبط بحق تجار ومؤسسات تقوم بالغش وتلاعب الأسعار والأحتكار ،
اتمنى عليك ان تُدخل هؤلاء الى السجون لأن محضر الضبط لا يكفي فالتاجر يدفعه من ارباحه الخيالية التي حققها من جيوبنا .
معالي الوزير
السلة الغذائية المدعومة هي أخر عزاء لنا في ظل ظلام الموت الآتي والمُرجح انه يتنامى خلف ظل السياسة الأقليمية العمياء .
ليت نشاهد كافة الأصناف المدعومة ونحصل عليها بانتظام ومتوفرة تحت السعر الذي تحدده وزارة الأقتصاد ، وان لا يتم التلاعب بها ويكون مصيرها كما تعاميم مصرف لبنان بشأن الدولار ، وان لا نشاهد القوافل المحملة بأصناف السلة وهي تخرج الى ما وراء الحدود لتلاقي قوافل تهريب المازوت وباقي السلع الذي تختفي من السوق اللبناني .
معالي الوزير
ان اطيل عليك ، اتمنى ان تصلك رسالتي التي تحمل وجع الناس وصراخ الأطفال وعجز المسنين ، لأن من يكتب بدم القلب ليس كمن يكتب بالحبر .
متمنياً ان نشاهد خلف القضبان وداخل الزنزانات مئات من التجار المجرمين الذين ذبحوا بشجعهم واستغلالهم أبناء من وطنكَ غدرت بهم الأيام ، ووحدك معالي الوزير طبيب الموجوعين .