خاص- "القتل بدم بارد"... الى متى؟ وماذا يقول علم الجريمة؟!

  • شارك هذا الخبر
Saturday, May 23, 2020

خاص- عبير بركات

الكلمة اونلاين


تزايدت فى الآونة الأخيرة جرائم القتل الأسرية البشعة فلا يكاد يمرّ يومٌ دون أن نسمع فيه أن "شابًا قتل أباه" أو "أبًا قتل إبنه".. مما ينذر بكوارث حقيقية في الأيام المقبلة بعدما تجرّد البعض من كل المشاعر الإنسانية وتحوّلوا إلى ذئاب بشرية

عناوين كثيرة هزّت المجتمع اللبناني "قتل 9 أشخاص لبنانيين بينهم طفلان"، "العثور على جثة قتيل"، "ذبح زوجته" ، "قتل صديقته ثم انتحر" .. فكيف تفسّر عالمة الجريمة والإعلامية باميلا حنينه هذه الظاهرة وأسبابها وكيفية القضاء عليها أو التقليل منها بعد تكرارها مؤخراً:

تقول حنينه في حديث للكلمة أونلاين أنه ليس هناك مجتمع خالٍ من الجريمة ولكن تتفاوت نسبتها من بلد إلى آخر حيث تسجّل البلاد السكاندينافية أقلّ نسبة جرائم في العالم نظراً للظروف المعيشية الجيدة والرفاهية التي يتمتّع بها سكانها، أما في البلدان الأخرى فتكثُر الجرائم بسبب الظروف الإقتصادية والمعيشية والمالية الصعبة.

وفي لبنان، توقّعت حنينه أن يزيد معدّل الجريمة لأن ديناميكية المجتمع اللبناني سريعة جداًّ ولا تعير أهمية للصحة النفسية مثل الصحة الجسدية، وسبب أغلبية الجرائم التي تحصل هو خلل بصحتهم النفسية، فالضغط النفسي بسبب تردّي الأوضاع الإقتصادية يؤدّي إلى السرقة والعنف والقتل، ولكن ليس هو المسبب الوحيد، فعِلم الجريمة يركّز على العوامل الداخلية التي جعلت من "الفرد" أن يُقدِم على إنهاء حياة أناس أبرياء، فيمكن أن يكون يعاني من مرض نفسي أو خلل جيني أو هورموني أو خلل بالغدة، إضافة إلى العوامل الخارجية مثل التربية التي نشأ عليها أو درجة تعليمه أو وضعه المالي الصعب أو الفقر.. فكل هذه العوامل تعزّز من فرضية إرتفاع معدّل الجريمة.

وتتابع حنينه أن ليس الفقر هو السبب الوحيد لارتكاب الجريمة، فديناميكية المجتمع اللبناني ليست سهلة الدراسة لأنه في علم الجريمة نعود إلى تاريخ وطفولة ومراهقة كل فرد لوحده، لأن الأشخاص الذين يتمتعون بمرونة معينة إكتُسبت في صغرهم تمنعهم من إرتكاب خطأ حتى في أصعب الظروف التي يمرّون بها، خاصة الأشخاص المؤمنين فهم الأكثر بُعداً عن ارتكاب أي جريمة، وتدعو حنينه السلطة عبر الكلمة أونلاين بإعداد خطة طوارئ وطنية لمكافحة الأمراض النفسية على جميع الأراضي اللبنانية إسوةً بخطة الطوارئ الصحية، وضرورة الإستعانة بخبراء نفسيين وعلماء جريمة لأن العِلم وحده قادر أن يخفّف من هذه الظاهرة البشعة، وضرورة وضع سياسات عقابية ووقائية تناسب المجتمع اللبناني، وليس الإعتماد فقط على قانون العقوبات الذي لم يتمّ تعديله منذ سنوات ولا يناسب التطوّر الذي نطمح له لإعادة تطوير المجتمع وضبط الإنحراف، وتؤكد حنينه أن المؤشر الإيجابي حول العالم بسبب الحجر الصحي هو أن نسبة الجريمة انخفضت بشكل عام، ففي أتلانتا في الولايات المتحدة الاميركية تدنّت من 154 الى 47 حالة في خلال سنة.

Abir Obeid Barakat