لهذا دافع نضال طعمة عن المطران منصور وبربر ...!

  • شارك هذا الخبر
Saturday, May 23, 2020

في إطار الردود على التهجمات التي طالت المترووبليت باسيليوس منصور، والأستاذ فادي بربر، كتب النائب السابق نضال طعمة: المتروبوليت باسيليوس منصور الجزيل الاحترام يشكّل اليوم، بحضوره العكّاريّ، أحد ضمانات العيش الواحد، وحين يسرج فكره في آفاق هذا الزمن تستنير العقول التوّاقة إلى الجدّة المعمّدة بروح الأصالة المشرقيّة.
كلّما تقدّمت بنا الأيّام، وعظمت التحدّيّات، أدركنا عمق رؤيويّة الرجل، وصوابيّة استشرافه المستقبل، وحسن تفسيره لمآل الأمور. عندما كان يحذّر من خطورة الوضع الاقتصاديّ، كنّا نظّنه يبالغ، عندما كان يدعو للعودة إلى الأرض والزراعة اعتبره البعض أسير الماضي، وعندما كان يحفّز أبناءه على الحضور الفاعل شكّك البعض بقدرة الكنيسة على أن يكون لها حضور في هذا الزّمن الصّعب.
ولأنّ البعض ممّن لا يريدون للكنيسة هذا الحضور، إذ التبس الأمر عليهم، فظنّوها منافسة لدورهم، لمشاريعهم، أو لأحزابهم، وما عرفوا أن الحضور الأرثوذكسيّ، في ثقافة الكنيسة، وفي تعليم سيادة المتروبوليت هو حرص على الدور الشاهد والخادم، وهو تحريض لأبناء الكنيسة ليكونوا في مقدّمة حاملي المسؤوليّة، دون أن يشكّلوا جماعة تريد أن تمتطي موقعا لتقول نحن هنا.
نأمل من الغيارى على الأرثوذكسيّة ألاّ يزجّوا اسم سيادة المتروبوليت باسيليوس منصور في تصفية حساباتهم مع الآخرين. فهو الأب للجميع، وهو الأحرص على على بلورة الدّور الأرثوذكسيّ، ومن أراد أن يسجّل النقاط على غيره، فليظهر للناس ماذا قدّم لكنيسته ولناسه ولبلده. وإذ يحتضن مطران الأبرشيّة من يقدّم لكنيسته، ومن يقف إلى جانب مؤسساته ويتبناه، إنّما هو يعمل بأصله، ولا يحاولنّ أحد أن يشوّه بهاء الشكر، فالشكر للمعطي المتهلّل واجب.
لا شكّ أن المتروبوليت باسيليوس منصور حريص على الحضور الأرثوذكسيّ، وبقوّة. ما طرق بابه سائل إلاّ وأجابه، ما لمس مبادرة إلا ومشى بها، حاول جمع خرافه، وللأسف لم يكن الجميع على مستوى النداء. هناك من حاول الهروب إلى الأمام، هناك من حاول شدّ الحبال، ولأنّ "البيت الدّاخليّ" مع تحفّظي على التعبير، تحكّمت به الأهواء السياسيّة أكثر من الغيرة الأرثوذكسيّة، كان ما كان. والمؤسّف أنّ ما يزيد الطين بلّة، محاولة البعض الغوص أكثر في الجرح، عوض أن يصنع بلسما للغد الأفضل.
سيبقى المتروبوليت باسيليوس منصور ذاك العمود الثابت رغم هول المتغيّرات. وسيبقى لسان حاله يقول، بالمنطق الكتابيّ، لهذه الدّار: "كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا". ولن يترك البيت يصير خرابا. وستبقى الأرثوذكسيّة أرقى من أن يستغلّها أحد، أو أن يتمترس بضيائها المختبؤون في ظلمات الفتن. الأرثوذكسيّة أنقى من أن تحصر بموقع من هنا، أو بمسؤوليّة من هناك.