خاص- استراتيجية قواتية جديدة للتعاطي مع الحكومة؟.. بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Saturday, March 28, 2020

خاص - بولا أسطيح
الكلمة أونلاين

لم يترك رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع متسعا من الوقت لمن ذهب به خياله مؤخرا للاعتقاد بأنه قرر مصالحة الحكومة بعد وصفه مؤخرا آداءها بملف كورونا بـ"الجيد" كي ينسج مزيدا من السيناريوهات، اذ عاد في الساعات الماضية وصوّب باتجاهها من باب ملف التعيينات، متحدثا عن "ثلاثي مرح" لم يعد مرحا، قصد فيه بحسب المعلومات "الثنائي الشيعي" أي حزب الله وحركة "أمل" اضافة لـ"التيار الوطني الحر" متهما اياه بـمواصلة هوايته المفضلة بالمحاصصة، لينسجم بموقفه هذا مع موقف رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس "المردة" سليمان فرنجية الذي نبه من استغلال انتشار فيروس كورونا لتهريب التعيينات وتمرير الصفقات.

فاذا كانت الأزمة العالمية التي فجّرها الوباء المستشري دفعت القوى السياسية وحتى تلك المُعارضة لاعادة حساباتها والتزام خطاب بنبرة منخفضة بعد محاولة بعضها "التنمير" على الآداء الحكومي مع انطلاقة الأزمة، فان الخلاف بين قوى السلطة على ملف التعيينات وبخاصة تلك المرتبطة بنواب حاكم مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف أتى بمثابة "لحمة على فطيرة" لفرقاء ينتظرون الحكومة على أول مفرق.

وأكدت مصادر "القوات" أن لا تناقض على الاطلاق بمواقف الحزب ورئيسه وبخاصة من موضوع الحكومة، لافتة الى تكامل في المواقف وموضوعية في مقاربة الملفات، مذكرة بأن "القوات" لم يعط أصلا الحكومة الثقة، لكنه أعطاها فرصة نظرا لحدة الازمة المالية. وأضافت المصادر:"تمسكنا منذ البداية بحكومة أخصائيين مستقلين، فأتت حكومة أخصائيين غير مستقلين، حكومة محاصصة سياسية كما الحكومات السابقة، لذلك نحن عندما نرى ايجابيات ننوه بها وعندما نرى سلبيات ننتقدها معتمدين على الموضوعية في مقاربة الامور".

وتصف المصادر ما يحصل اليوم في ملف التعيينات بـ"الكارثة"، متسائلة:"أيعقل ان نكون في كارثة مالية واقتصادية وفي خضم انهيار كبير وان تواصل قوى السلطة الصراع وتناتش المواقع والحصص؟! ما نحن فيه مأساة حقيقية حاولنا التصدي لها في الحكومة السابقة باصرارنا على اقرار آلية واضحة للتعيينات تؤدي لوصول الأكفأ والأنسب بعيدا عن التناتش والتحاصص...لكن المأساة اليوم تتفاقم لأن آخر ما يجب ان تفكر فيه قوى السلطة في زمن الانهيار هو المواقع وكيفية الامساك بالسلطة أكثر فأكثر".

وأشارت المصادر الى انه مع انطلاقة أزمة كورونا، ذهبت "القوات" باتجاه رفع السقف عاليا جدا لانها تعتبر التدابير الحكومية المتخذة لا تستوفي الشروط الصحية المطلوبة، لكن وبعدما اتخذت التدابير الأخيرة لجهة "التعبئة العامة" والاجراءات المشددة، نوهت بها وقالت بشكل واضح انها تدابير كان يجب ان تتخذ منذ اللحظة الاولى لأننا عندها كنا لنكون قادرين على منع تمدد الوباء. وأضافت المصادر:" كذلك انتقدنا عدم الاسراع في وضع خطة اقتصادية، نعتقد أنه يجب الانكباب عليها بالتوزاي مع العمل والاستنفار الحاصل للتصدي لكورونا".

واعتبرت المصادر أن "المسار العام يثبت وجهة نظرنا الاساسية لجهة أن قوى سياسية كانت وراء تشكيل الحكومة فجعلتها مفخخة غير قادرة على تحقيق المطلوب منها. فالقوى نفسها التي حالت دون تحقيق الاصلاح في فترات سابقة هي نفسها لن تقوم بذلك اليوم لانها متمسكة بزبائنيتها وحصصها وفسادها وبكل ما يتيح لها الامساك بالسلطة". وختمت:"للأسف، هناك فريق يعيش في كوكب آخر ويتعاطى مع الملفات وكأننا بألف خير ولا يرى أن لبنان في لحظة انهيار كارثية تستدعي مقاربة مختلفة تماما في التعامل مع الملفات كافة".

فهل يطيح الخلاف الحالي على التعيينات حكومة الأخصائيين غير المستقلين أم ينجح هؤلاء في تجاوز المفترق الحالي بانتظار صدام مقبل يؤكد المراقبون انه آت لا محال يُسقط التركيبة الحالية ويمهد لعودة التركيبة السابقة بعد تلاشي الثورة وانسحاب الثوار من ساحاتهم؟


الكلمة اونلاين