جريدة "الأخبار" واستهداف المسيحيين... بقلم د. سمير خوري

  • شارك هذا الخبر
Thursday, February 27, 2020

كتب د. سمير خوري:

قام مجموعة من الباحثين المرموقين بدراسة متأنية لمقالات جريدة الاخبار الصادرة في السنوات الخمس الأخيرة، واستنتجت أنه لا يوجد في لبنان صحيفة او موقع او منشور بنفس نسبة المنسوب الطائفي الموجود في هذه الصحيفة.

إذ يلاحظ القارئ بكل سهولة ان جريدة الاخبار تستهدف بشكل منهجي الكوادر المسيحية في الدولة اللبنانية، وتعمد على تهشيم صورتهم واظهارهم أمام الرأي العام على انهم مجموعة من المرتشين والفاشلين. وتهاجم أيضًا باستمرار رجال أعمال مسيحيين مرموقين او أثرياء وتتهمهم بالعمالة او بأعمال النصب والاحتيال بهدف تخويفهم وإبعادهم.

كما انها تعمد احيانا قليلة إلى مهاجمة بعض الكوادر السنية بهدف توجيه بعض الرسائل، لكنها نادرًا جدا ما تهاجم موظف شيعي او رجل أعمال شيعي.

واذا حدث ذلك مرة، وهذا ما لا تصل نسبته إلى ١ في المئة، فأغلب الاعتقاد بأنه موجه ومطلوب ومدوزن.

لماذا تهاجم هذه الصحيفة المذهبية، المغطاة برداء من اليسارية، كوادر ورجال أعمال مسيحيين؟ الجواب عن هذا السؤال تطلب نقاشات واسعة، اشارت جميعها إلى ان كوادر الطائفة الشيعية مدركة ان موضوع السلاح مرحلي، وأنه لا بد لها ان تستولي على مواقع أساسية في الدولة كضمانة لسياساتها الإقليمية، وان الخاصرة الضعيفة الوحيدة التي يمكن النفاذ منها لتعزيز الحضور في إدارات الدولة لدى غياب السلاح هي الطائفة المسيحية المنقسمة على ذاتها.

فموضوع المثالثة جاثم وملائكته حاضرة. من هنا التركيز على مواقع مثل قيادة الجيش، مديرية المخابرات، حاكمية مصرف لبنان، رئاسة التفتيش المركزي، المديرية العامة للجمارك وبعض المواقع القضائية والإدارية.

خطة جريدة الاخبار واضحة، ان المسيحيين غير كفوئين وغير صالحين لإدارة شؤون الدولة، في حين ان الكوادر الشيعية تتمتع بالنزاهة والكفاءة والقدرة على النهوض بالدولة.
نعم لا يوجد مؤسسة إعلامية في لبنان اكثر مذهبية من جريدة الاخبار. حتى في عز أيام الحرب الأهلية لم نشهد صحيفة مكتوبة تحمل هذا الكم من الحقد مع المارونية السياسية او ما تبقى منها.

المعرفة خير سلاح. على الناس ان تعلم ان جريدة الاخبار هي الجناح السياسي لمشروع المثالثة في لبنان.