قادة عراقيون يتحدثون عن حقبة عراق ما بعد تشرين الأول

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, November 5, 2019

بدأ القادة العراقيون يقرون بأن الاحتجاجات الواسعة التي يشهدها بلدهم وانطلقت في الاول من اكتوبر الماضي قد نقلته الى عهد جديد .. وفيما اعتبر علاوي ان عهد الحوار الوطني قد انتهى فقد اشار بارزاني الى ان عراق ما قبل اكتوبر ليس هو ما بعده .. في حين اوقفت ايران رحلاتها الجوية الى مدينتي كربلاء والنجف بعد ايام من وقف سفر مواطنيها الى العراق.

وقال اياد علاوي رئيس ائتلاف الوطنية الثلاثاء إن عهد الحوار الوطني قد انتهى نتيجة الرفض المستمر من بعض القوى النافذة مما ادى الى تعميق السخط الشعبي ضد العملية السياسية البائسة.

وشدد علاوي في بيان صحافي تسلمته "إيلاف" على ضرورة استغلال الفرصة لاعتماد معايير المواطنة وانهاء التهميش والاقصاء لبناء دولة المواطنة وليس دولة المكونات والطوائف وتعديل بعض فقرات الدستور بهذا الخصوص.. مؤكدا دعواته السابقة "لاجراء انتخابات مُبكرة وبأشراف الامم المتحدة كأساس للانطلاق نحو تحقيق تلك الاهداف والغاء ما ترتب عن انتخابات عام 2018 السيئة الصيت".

وكانت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت قالت امس "يروّعنا استمرار سفك الدماء في العراق. الإحباط الشديد لدى الشعب لا ينبغي الاستهانة به أو قراءته بشكل خاطئ. العنف لا يولد إلا العنف ويجب حماية المتظاهرين السلميين".. مشددة بالقول " لقد حان وقت الحوار الوطني".

بارزاني: عراق ما قبل أكتوبر ليس كما بعده

ومن جهته، اعتبر رئيس اقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني الثلاثاء أن العراق قد دخل مرحلة جديدة بعد انطلاق التظاهرات في أوائل أكتوبر الماضي، مبينا ان الشعب العراقي سئم نظام الحكم الحالي القائم على المحاصصة.

وقال بارزاني خلال استضافته في ملتقى بأربيل إن "ما يحدث في بغداد والمدن الاخرى في العراق له تأثير في جانب من الجوانب على اقليم كردستان".. وأشار الى ان "المتظاهرين يمثلون جيلا جديدا يتراوح عمره بين 15 و25 عاما لم يشهدوا عهد صدام حسين ولا يتذكرون الاجتياح الاميركي للعراق" عام 2003.



حشود المحتجين حول ساحة التحرير بوسط بغداد

وقال إن "هذه التظاهرات تمثل مطالب العراقيين الذين هم أصبحوا بلا أمل، ويجهلون مصير البلد يتجه الى اين ويرون انهم جديرون بمعيشة لائقة وهم كذلك".

وأشار في كلمته التي نشرتها وكالة "شفق نيوز" واطلعت عليها "إيلاف" الى انه "سابقا كنا نتحدث عن عراق ما قبل 2003 وعراق ما بعده واليوم نتحدث عن عراق ما قبل اكتوبر وعراق ما بعد اكتوبر" .. مضيفا أن "عراق ما بعد اكتوبر عراق جديد وقد اوصل الشعب صوته بأنه سئم من الشعارات والوعود ويريد تحسين واقعه المعيشي والخدمي".

وأضاف رئيس الاقليم ان "مطالب المتظاهرين مشروعة وينبغي ان ندرك بأن شخصا واحدا لا يتحمل مسؤولية المشاكل القائمة وحده، بل القوى والاحزاب السياسية والحكومات التي تلت عام 2003 هي من تتحمل المسؤولية".. موضحا ان "رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي لا يملك عصا سحرية لحل المشاكل".

وأكد أن "الشعب العراقي سئم من النظام السياسي الحالي القائم على المحاصصة"، معتبرا ان "المضي بإجراء الانتخابات المبكرة وتعديل الدستور ليست مجدية لحل المشاكل الحالية لذا ينبغي ان نعقد اجتماعا للقوى كافة في العراق ونتباحث بشأن اعادة النظر بالنظام القائم للحكم في العراق وخاصة بما يتعلق بالقطاع الاقتصادي". وقال "أعتقد أن إجراء انتخاباتٍ الآن لن يُصلح أوضاع العراق، بل سيجرها نحو الأسوأ".

وشهدت مدينة أربيل عاصمة اقليم كردستان اليوم اجتماعا لقيادات إقليم كردستان مع الرئيس العراقي برهم صالح برئاسة بحضور نيجيرفان بارزاني وريواز فائق رئيسة برلمان الاقليم ومسرور بارزاني رئيس حكومته، حيث جرى بحث ومناقشة الأوضاع الراهنة للعراق وانعكاساتها على إقليم كردستان والتوجه لتعديل دستور العراق حيث اتفقت الرئاسات الثلاث على المراقبة الدقيقة لهذا التطور.

وأكدت الرئاسات الكردية الثلاث على أن "أغلب المشاكل القائمة هي نتيجة لعدم تطبيق الدستور لذا اتفقوا جميعاً على أن أي تعديل للدستور يجب أن يحفظ الحقوق الدستورية والقانونية والإدارية لإقليم كردستان ومكونات العراق".

إيران تندد بمحاصرة قنصليتها وتوقف رحلاتها الجوية الى كربلاء والنجف

واوقفت ايران اليوم رحلاتها الجوية الى مدينتي كربلاء والنجف على خلفية التظاهرات التي يشهدها العراق ونددت بمحاصرة متظاهرين لقنصليتها في كربلاء.

وقال مقصود اسعدي مدير مجلس شركات الطيران الايرانية الثلاثاء إن ايقاف الرحلات الى العراق مرتبط بالأوضاع التي يشهدها،" مشددا على ان "ايران لن تستأنف الرحلات الى كربلاء والنجف لطالما بقيت الأوضاع الحالية على ماهي عليها".

واليوم نددت ايران بمحاصرة متظاهرين عراقيين لقنصليتها في كربلاء وطالبت السلطات العراقية بحماية بعثاتها الدبلوماسية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سيد عباس موسوي في مؤتمر صحافي بطهران إن ايران "تطالب باتخاذ ما يلزم وتعزيز التدابير من اجل الحفاظ على مراكزها الدبلوماسية في العراق".

وأضاف "ندين ما جرى للقنصلية الإيرانية في كربلاء ونعرب عن قلقنا إزاء ذلك ونؤكد ضرورة الحفاظ على الممثليات الدبلوماسية الإيرانية في العراق وفق القوانين الدولية". وقال موسوي "نطالب حكومة بغداد باتخاذ مزيد من الاحتياطات لحماية مراكزنا الدبلوماسية".

وفي الثالث من الشهر الحالي وفي قرار يبدو انه تخوفا من غضب العراقيين على مواطنيها بسبب تدخلها في شؤونهم الداخلية فقد اعلنت ايران رسميا وقف سفرهم الى العراق الذي بدأت فيه حملة شعبية واسعة لمقاطعة البضائع الايرانية.

وأعلنت السلطات الإيرانية وقف سفر مواطنيها وايفاد زوارها للعتبات المقدسة في العراق بسبب تصاعد المد الشعبي ضد النظام الايراني وتدخله في شؤون العراق ومعارضته للاحتجاجات الشعبية التي تطالب بالاصلاح، معللة قرارها بالاوضاع الامنية "غير المستقرة" في البلاد على خلفية تصاعد الاحتجاجات الحاشدة المناهضة للحكومة.

وقال مصدر في بعثة المرشد الأعلى الايراني علي خامنئي أن "الأمن غير متوفر في الوقت الراهن لحضور الزوار الإيرانيين" إلى العراق كما نقلت عنه وسائل اعلام ايرانية تابعتها "إيلاف".. موضحا ان "منظمة الحج الإيرانية طلبت من جميع المكاتب إيقاف إيفاد مواكب الزوار إلى العتبات المقدسة في العراق حتى إشعار آخر".

وكان المتظاهرون العراقيون في مدينة كربلاء العراقية مقصد الايرانيين قاموا خلال الايام الاثني عشر التي اعقبت انطلاق الانتفاضة الشعبية في العراق، بمحاصرة القنصلية الايرانية في المدينة ثلاث مرت، حيث انزلوا العلم الايراني ورفعوا العلم العراقي مكانه وحرقوا جزءا من سور حمايتها الكونكريتي، ما ادى الى مقتل ستة منهم واصابة عشرات آخرين خلال فض القوات الامنية لحصارهم.

يشار إلى أن حوالي 8 ملايين ايراني يزورون العراق سنويا عبر منافذ الشلامجة وزرباطية والشيب ومندلي الحدودية فضلًا عن المطارات العراقية المختلفة فيما لايزور ربع هذا العدد من العراقيين ايران سنويا.

وتشهد بغداد ومحافظات جنوبية منذ الاول من الشهر الماضي تظاهرات شعبية ضد الطبقة الحاكمة وفسادها وهيمنتها على المناصب العليا لكنها زادت بشكل كبير في الأيام الأخيرة وجذبت حشودا هائلة من مختلف الأطياف العرقية تواجهها القوات الامنية بالقنابل المسيلة للدموع التي تخترق الجمجمة والرصاص المطاطي على الحشود مباشرة، مما أسفر عن إصابة بعضهم في الرأس والصدر ما ادى الى مصرع اكثر من 280 شخصا منهم وإصابة 12 الفا آخرين.