خاص- أبو ناضر بين الامس واليوم.. "النورج" مؤسسة لتعزيز الدور المسيحي

  • شارك هذا الخبر
Thursday, October 17, 2019

خاص – ماريا ضو
الكلمة اونلاين

آتياً من خلفية حزبية عسكرية تحمل شعار "تثبيت الوجود المسيحي في لبنان"، اختار الدكتور فؤاد ابو ناضر تأسيس جمعية اجتماعية خدماتية انمائية تحت اسم "النورج" عام 2010 بهدف متابعة معاناة المسيحيين خصوصا ولبنان عامة، وخلق انسان آخر منفتح لمستقبل قابل للتعايش مع اخيه الانسان.

"الطائفة المسيحيّة في لبنان لها دور محوري واساسي للمساهمة بايجاد حلول وخلق لبنان افضل بهدف الترسيخ العيش المشترك في لبنان بكل حرية وامان ومساواة" يؤكد ابو ناضر في حديث خاص لموقع الكلمة اونلاين، لافتاً الى ان الهدف هو مساعدة المناطق المسيحية، المحرومة من قبل الدولة ومن المؤسسات الاجتماعية الدولية التي تساعد النازحين السوريين ولا تساعد القرى المتضررة من تواجدهم فيها.

وتابع ابو ناضر "اليوم نقول للمسيحيين: إلعبوا دوركم الفعال على الارض بتوحيد اي صدام بين الطوائف، من خلال التواجد الاقتصادي الاجتماعي، الانمائي والتربوي"، مشيراً الى ان مشاريع النورج تعيد الامل لاهالي القرى المهجرة، ففي بعض المناطق تقوم الجمعية بالاعمال المولجة للدولة في ظل تقاعس أكثريتها عن القيام بواجباتها، منوهاً بالعمل الذي يقوم به وزير المهجرين غسان عطالله وانفتاحه لتنسيق مسألة المهجرين في الشوف.

واشار ابو ناضر الى ان جمعية النورج تعمل مع رؤساء البلديات وتساندهم في عملهم المشترك مع كل الطوائف الأخرى "فنحن نعمل معهم على تحديد ركائز الدورة الاقتصادية في كل منطقة، مع اختصاصيين محددين، وذلك بهدف انماء الطاقات الموجودة على الارض، او حتى خلق طاقات جديدة تواكب حاجة المنطقة"، مشيداً بدور الأديرة والكنائس التي تفتح أبوابها للجمعية دون اي مقابل، كما حصل في زحلة عبر تقديم دير لانشاء مركز تعليم موسيقى ولغات، علماً ان المؤسسة ليس لديها اي مركز او عنوان ثابت، وهذا يوفر عليها تكاليف مادية اضافية، كما أن التمويل يتأمن من مصادر عدة واصدقاء يساهمون بمبالغ ومساعدات مالية، فيما بعض المشاريع يأتي تميولها من قبل المساهمين الاوروبيين.

أولوية مؤسسة النورج العمل على القطاعات المنتجة، أبرزها الزراعة، السياحة الدينية، السياحة البيئية، من خلال خلق فرص عمل في المناطق للأهالي فقط، بالاضافة الى التربية بين التعلم والتثقيف والصحة، عبر تأهيل مدارس لوجستياً، وزيادة اجنحة تابعة لها لاستيعاب اعداد أكبر من الطلاب، كما ايضا على الصعيد الأساتذة في المدارس الخاصة، فقد تعاملت المؤسسة مع مثيلاتها في فرنسا لتأمين مدربين متطوعين لتعليم اللغات او غيرها، وانشاء مراكز تعليمية خاصة لتدريب لبنانيين في مجالات عدة ابرزها المعلوماتية، مساعد ممرض والموسيقى.

"المناطق التي تزرع زيتون، تعمل فقط لمدة ثلاثة أشهر، ومنتجاتها تتكون فقط من زيت وزيتون، وقد عملنا على تطوير عملهما في هذا القطاع ليستمر على مدى 12 شهرا، من خلال اقامة جمعية "OLEA" ومعرضها السنوي في منطقة البقاع، الذي يحتوي على كل المنتوجات الزيتية، مثل العطورات والصابون وغيرها" يقول ابو ناضر. اما فيما يتعلق بتطوير السياحة الدينية فخير دليل على ذلك البدء بمشروع اقامة برج كبير ليوضع عليه تثمال السيدة العذراء مريم في منطقة عين ابل، وسيكون أعلى برج في الشرق الاوسط، حيث سيصل الى 75 مترا، وسيخلق عدد لا بأس به من فرص عمل لأهالي المنطقة، لافتاً الى ان "النورج لا تعطي سمكة ليشبع الانسان بل تعلّمه اصطياد السمك".

وينوه مؤسس النورج بالجهد الذي يبذله المتطوعون في المؤسسة، وهم حوالي 60 شابا وصبية، يُضحون في اوقاتهم وتعبهم، ويتحملون الذل عند طلب المساعدات المالية، مشيراً الى "اننا ننسى كل التعب وكل المشاكل والمعاناة التي مرّينا بها عندما نرى فرحة اهالي القرى والأمل في عيونهم لمستقبل افضل، فنحن نعطي هدفاً للمناطق لتشجيع العودة اليها".

أما على الصعيد الشخصي، يؤكد أبو ناضر ان المؤسسة تهدف الى ترجمة طموحاته لخدمة المسيحيين والقضية التي آمن بها، حزبياً او مدنياً، فالمهمة هي نفسها ولكن بوسائل مغايرة، "مقاومون جدد لمهمة لم تنتهي بعد، وذلك استكمالا للمسيرة العسكرية ولكن بطريقة سلمية".


الكلمة اونلاين